(فيل ستيوارت مراسل رويترز في وزارة الدفاع الأمريكية)
من فيل ستيوارت
قاعدة الظفرة الجوية (الإمارات) (رويترز) - ربما لا يبدو ممكنا "اللحاق" بطائرة استطلاع أمريكية بسيارة دودج تشارجر لكن هذا ما حدث بالفعل في نهار حار خلال أغسطس آب بقاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.
وفي مناورة مرتبطة بإجراءات السلامة بسلاح الجو الأمريكي يصعب الإحساس بمثلها انطلقت السيارة مسرعة في المدرج العسكري مع اقتراب طائرة الاستطلاع يو-2 للهبوط.
الطائرة ذاتها صممت في الخمسينات من القرن الماضي لتحلق على ارتفاع شاهق يبلغ نحو 70 ألف قدم فوق الأرض لذلك وكما يقول أحد طياريها إنها "لا تريد أن تتوقف عن الطيران".
وسمح سلاح الطيران الأمريكي لرويترز بمرافقة الطائرة.
ويملك طيارو يو-2 رؤية محدودة بسبب تصميم الطائرة وستراتهم المقاومة للضغط الشبيهة بملابس رواد الفضاء.
يقدم قائد سيارة المطاردة معلومات مهمة في اللحظات الأخيرة للرحلة لطاقم قيادتها ومنها مسافة الطائرة من المدرج. وتتيح المعلومات للطيار وقف المحرك في الوقت المناسب.
وقال سلاح الطيران إن العملية تطلق عليها "اللحاق" (بطائرة) يو-2.
والعملية جزء صغير من مهام أغلبها غير مرئية بأنحاء العالم توجه كل شيء بسلاح الجو من حملة القصف الجوي على تنظيم الدولة الإسلامية إلى جمع المعلومات عن برنامج الصواريخ الكوري الشمالي.
والظفرة قاعدة عسكرية مترامية الأطراف على مشارف أبوظبي وتستضيف كل شيء من طائرات استطلاع أمريكية مثل يو-2 إلى طائرات مقاتلة متقدمة من طراز إف-22 وطائرات "صهاريج" تتولى مهمة إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو. والقاعدة مركز مهم لسلاح الجو الأمريكي بالشرق الأوسط.
وكان طيار الطائرة يو-2 التي هبطت على هذا المدرج بالإمارات متحفظا بشأن الحديث عن مهمته.
وعندما سئل عن المواقع التي طار إليها رد قائلا "يمكن أن تذهب بعيدا جدا في تسع ساعات".
وجرى تطوير الطائرة يو-2 سرا إبان حقبة الحرب الباردة لمساعدة الولايات المتحدة على تجاوز الستار الحديدي لمعرفة القدرات العسكرية السوفيتية وقد أجرت رحلتها الأولى في أغسطس آب 1955.
وسجلت يو-2 أرقاما بقدرتها على جمع معلومات ضخمة من ارتفاعات شاهقة. فقد أطلقت الصور التي التقطتها يو-2 عن تعزيزات صواريخ نووية سوفيتية في كوبا شرارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وتنطوي رحلات الطائرة على مخاطر أيضا.
ويُطلق اسم الميجر دوان "مف" دايفلي وهو قائد طائرة يو-2 توفي عندما واجهت طائرته عطلا ميكانيكا في رحلتها للقاعدة عام 2005 على مبنى المخابرات والمراقبة والاستطلاع في قاعدة الظفرة.
وطرازات يو-2 أكثر تعقيدا من نظيراتها التي استخدمت عام 1960 عندما أسقطت طائرة تجسس كان يقودها جاري باورز فوق الاتحاد السوفيتي. لكنها لا تزال تقيد حركة الطيار وتحتاج لقوة هائلة لتشغيل أجهزة مراقبة الرحلات.
وقال قائد آخر لطائرة يو-2 "إنها أشبه بمباراة مصارعة".
ويقر موقع سلاح الجو بأن كل هذه العوامل تمنح يو-2 "تقدير مقبول على نطاق واسع بوصفها أصعب طائرة يمكن قيادتها في العالم".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)