من ثائر السوداني وكاوا عمر
تلعفر (العراق) (رويترز) - رفعت القوات العراقية العلم يوم السبت في قلب تلعفر، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب العراق، وقالت إنها على وشك السيطرة بالكامل على المدينة بعد هجوم دام أسبوعا.
وتلعفر هي أحدث هدف في الحرب التي تدعمها واشنطن ضد الدولة الإسلامية بعد انتزاع السيطرة في يوليو تموز على الموصل التي أعلن فيها التنظيم دولة "خلافة" على أجزاء من العراق وسوريا في 2014.
وتم عزل تلعفر عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في يونيو حزيران. ويعتقد أن ما يصل إلى ألفي متشدد كانوا يقاتلون في تلعفر في بداية الحملة لاستعادة السيطرة على المدينة في 20 أغسطس آب. وقالت مصادر عسكرية غربية إن أعداد القوات المهاجمة تصل إلى 50 ألفا.
وقال متحدث عسكري عراقي لرويترز "تلعفر على وشك أن تسقط بأيدي القوات العراقية ولم يبق منها إلا خمسة بالمئة ما زالت بيد تنظيم داعش الإرهابي".
وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية إن قوات مكافحة الإرهاب حررت قلب المدينة "ورفعت العلم العراقي أعلى بناية القلعة".
وكان المتشددون قد دمروا في نهاية 2014 أجزاء كثيرة من القلعة التي تعود للعصر العثماني.
والانهيار السريع للدولة الإسلامية في تلعفر، وهي موقع خرجت منه جماعات متشددة من قبل، يؤكد تقارير عسكرية عراقية قالت إن المتشددين يفتقرون للقيادة وهياكل السيطرة في المناطق الواقعة إلى الغرب من الموصل.
وقال فريق من رويترز في تلعفر إن القتال هدأ يوم السبت مع سماع دوي قذائف المدفعية بين الحين والآخر. ولم ير الفريق أثرا لمدنيين في حيين زارهما.
وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي في بغداد "إن شاء الله الجزء المتبقي قريبا يتحرر".
* موجات من العنف الطائفي
وجاء في بيان من قيادة العمليات المشتركة أن قوات الأمن العراقية حررت 27 حيا من أصل 29 في تلعفر وذلك بحلول مساء السبت لكن القتال لا يزال مستمرا في اثنين من الأحياء على الجانب الشمالي الشرقي.
وأكد البيان استمرار العمليات العسكرية لحين تحرير عدة قرى شمال تلعفر.
وتقع تلعفر،التي كان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 200 ألف نسمة، على طريق الإمداد بين سوريا ومدينة الموصل التي تقع على بعد 80 كيلومترا إلى الشرق من تلعفر.
وينحدر بعض أكبر قادة التنظيم المتشدد من مدينة تلعفر. وشهدت المدينة موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
ويمثل استعادة الموصل فعليا نهاية دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم لكنه لا يزال يسيطر على أراض في العراق وسوريا من بينها الحويجة وهي مدينة تقع بين الموصل وبغداد يقول مسؤولون عراقيون إنها ستكون هدفهم المقبل.
ويتراجع التنظيم أيضا في سوريا حيث يواجه حملتين منفصلتين أحدهما تدعمها الولايات المتحدة والأخرى مدعومة من روسيا وإيران.
وذكر الجيش الأمريكي أن عدد المدنيين الذين كانوا في تلعفر عند بداية الحملة يتراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألفا.
ومثلما كان الحال في معركة الموصل، يعاني المدنيون في تلعفر.
وفرت موجات من السكان من المدينة في الأسابيع التي سبقت بدء الهجوم. وتقول منظمات إغاثة وسكان تمكنوا من الهرب إن السكان المتبقين مهددون بالقتل على أيدي المتشددين الذين يحكمون سيطرتهم على تلعفر منذ 2014.
وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إن السكان الذين يصلون إلى مخيمات النازحين يتضورون جوعا ويعانون من جروح نتيجة نيران القناصة وانفجار الألغام.
وقال سكان فروا من تلعفر قبل سبعة أيام لرويترز يوم السبت إنهم كانوا يعيشون على الخبز والماء غير النظيف.
وقال حاجي أبو محمد الذي فر السبت الماضي هو وزوجته وأطفاله الخمسة "خسرت 25 كيلوجراما من وزني في الأشهر الثلاثة الماضية".
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)