من الين فرانسيس
بيروت (رويترز) - بدأ سريان وقف لإطلاق النار يوم الأحد في جيب واقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية يمتد على الحدود السورية اللبنانية حيث يقاتل المتشددون الجيش اللبناني على جهة وجماعة حزب الله اللبنانية والجيش السوري على الجهة الأخرى.
وأعلن الجيش اللبناني وقف إطلاق النار على جانبه من الحدود الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش) لكنه لم يشر إلى وقف لإطلاق النار على الجانب السوري من الحدود.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله إن الجيش السوري وحزب الله أعلنا وقفا لإطلاق النار في هجومهم ضد الدولة الإسلامية في منطقة القلمون الغربي بسوريا.
وكان القتال بدأ قبل أسبوع عندما بدأ الجيش اللبناني والجيش السوري وحزب الله هجومين منفصلين ولكن متزامنين ضد جيب تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود.
وتقدم الهجومان باتجاه الحدود كل من جانبه. وأعلن لبنان وحزب الله تحقيق مكاسب كبيرة ضد متشددي الدولة الإسلامية وطردهم إلى جزء أصغر من منطقة التلال القاحلة على الحدود.
ويمثل جيب تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة الجبلية آخر معقل للمتشددين على الحدود السورية اللبنانية. وشهد شمال شرق لبنان أحد أسوأ تداعيات الحرب السورية على لبنان في عام 2014 عندما هاجم متشددو تنظيم الدولة الإسلامية ومتشددون آخرون بلدة عرسال. وما زال مصير تسعة جنود احتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية آنذاك مجهولا.
وقال الجيش اللبناني إن وقف إطلاق النار سيمهد الطريق للتفاوض على مصير الجنود.
وقال مصدر عسكري إن التنظيم المتشدد "تحت ضغط النار... رضخ لشروط الجيش وطلب التفاوض... وإذا تبين أي نوايا مراوغة أو عدم التوصل إلى حل يرضي الجيش سيتابع الجيش معركته" قرب بلدة رأس بعلبك في الشمال الشرقي.
وقال مصدر أمني إن مفاوضات عبر وسيط بدأت مع المتشددين.
ووصل عدة وزراء إلى مركز لقيادة الجيش في رأس بعلبك يوم الأحد لمتابعة الوضع.
وانسحب مقاتلو جبهة النصرة وجماعة معارضة سورية من منطقة الحدود اللبنانية في وقت سابق هذا الشهر وتوجهوا إلى منطقة واقعة تحت سيطرة المسلحين في سوريا بعد هجمات نفذها حزب الله والجيش السوري.
* الجنود المفقودون
قال المصدر الأمني يوم الأحد إن أعضاء في حزب الله دخلوا منطقة في
القلمون الغربي للتأكد مما إذا كانت رفات الجنود اللبنانيين مدفونة هناك.
وقال مسؤول من التحالف العسكري الذي يقاتل لمساندة حكومة دمشق إن مقاتلي حزب الله بدأوا الحفر بحثا عن رفات بعض الجنود بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية طلبوا من حزب الله والجيش السوري السماح لهم بالانسحاب من الجيب إلى محافظة دير الزور السورية.
ولعب حزب الله دورا رئيسيا في قتال متشددين سنة على امتداد الحدود خلال الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات وأرسل ألوف المقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في كلمة الأسبوع الماضي إن جماعته بدأت محادثات مع تنظيم الدولة الإسلامية بشأن هدنة.
وقال إنه إذا أرادت الدولة اللبنانية التفاوض على اتفاق لخروج مقاتلي الدولة الإسلامية من الأراضي اللبنانية فإن دمشق ستكون مستعدة للتعاون "لكن بشرط طلب رسمي لبناني وتنسيق علني مع دمشق".
وقال الجيش اللبناني إنه لا ينسق هجماته مع الجيش السوري أو حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة على أنه تنظيم إرهابي.
ومن شأن أي تنسيق بين الجيش اللبناني من جهة وحزب الله والجيش السوري من جهة أخرى أن يثير حساسيات سياسية في لبنان وقد يهدد المساعدات العسكرية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة لبيروت.
وأشاد دبلوماسي غربي بأداء الجيش اللبناني في معركة الحدود "في عملية خطيرة ومعقدة" قال الدبلوماسي إنه "لم يكن من الممكن تصورها ببساطة" قبل عقد.
وتابع "لا نرى أي أدلة لتعاون حقيقي (بين الجيش وحزب الله)".
وقال مصدر موال لدمشق ومصدر مطلع على المحادثات إنه كان هناك اتصال ما بين الجيش اللبناني وحزب الله بشأن وقف إطلاق النار والمفاوضات مع تنظيم الدولة الإسلامية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)