من أنجوس مكدوال
بيروت (رويترز) - بدأت قافلة من مقاتلي الدولة الإسلامية وأسرهم مغادرة منطقة الحدود اللبنانية السورية يوم الاثنين ترافقها قوة من الجيش السوري ليتخلوا بذلك عن الجيب الذي سيطروا عليه ويرحلوا إلى شرق سوريا بعد معركة دامت أسبوعا.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي طابورا من عربات الإسعاف والحافلات يتحرك ببطء في المنطقة الريفية القاحلة وظهرت في الخلفية مجموعة من التلال.
وينهي الانسحاب وجود المتشددين على الحدود وهو ما يمثل هدفا مهما للبنان وحزب الله كما أنها المرة الأولى التي توافق فيها الدولة الإسلامية علنا على الانسحاب مجبرة من أراض تسيطر عليها في سوريا.
ووافق التنظيم يوم الأحد على وقف إطلاق النار مع الجيش اللبناني على إحدى الجبهات ومع الجيش السوري وحزب الله على الجبهة الأخرى بعدما فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من الجيب الجبلي على الحدود مما يمهد الطريق أمام إخلائه.
ووصف حزب الله ومسؤولون لبنانيون عملية إخلاء المنطقة بأنها استسلام من جانب الدولة الإسلامية.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الاثنين إن الجماعة قبلت إجلاء مقاتلي التنظيم لأسباب منها معرفة مصير تسعة جنود لبنانيين أسرهم التنظيم في 2014.
وقال في كلمة أذاعها التلفزيون إن القافلة التي اتجهت إلى سوريا ضمت 308 متشددين وأسلحتهم الخفيفة و331 مدنيا.
وأوضح أن الدولة الإسلامية ستسلم أسيرا من حزب الله وجثامين بعض مقاتلي الحزب فضلا عن جثة مقاتل إيراني سقط في معارك عبر سوريا.
وقال إنه في المرحلة الأخيرة من الاتفاق ستجري مبادلة الجثامين بقافلة المتشددين في نقطة عبور داخل سوريا.
ووصف مسؤولون من حزب الله ومن الحكومة اللبنانية الإجلاء بأنه استسلام من قبل التنظيم.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني يوم الأحد "نحن لا نساوم. نحن بموقع المنتصر ونفرض الشروط".
وحزب الله حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات. وقال الجيش اللبناني إن هجومه على الدولة الإسلامية لم يتضمن التنسيق مع حزب الله ولا الجيش السوري.
وقال قائد في التحالف العسكري الموالي للرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا وحزب الله قبلا خروج التنظيم بدلا من القتال حتى النهاية وذلك تفاديا لحرب استنزاف.
وقال إن مقاتلي التنظيم كانوا يقيمون بين المدنيين وإن الدماء كانت ستسيل بكثرة لاستكمال الهجوم مؤكدا أن أي معركة تنتهي بمفاوضات أو استسلام فهي نصر.
* إجراءات أمنية مشددة
قالت قناة الإخبارية السورية إن 600 شخص بينهم مقاتلو التنظيم وأفراد أسرهم سيغادرون في القافلة.
وقال مصدر أمني لبناني إن المتشددين سيسافرون عبر سوريا تحت حراسة أمنية مشددة إلى خطوط التنظيم قرب البوكمال في شرق البلاد.
وأضاف أن الجيش السوري وحزب الله يتواصلون مع الدولة الإسلامية قرب البوكمال لترتيب نقل القافلة إلى المنطقة الخاضعة للتنظيم.
وأوضح أن الدولة الإسلامية ستسلم أيضا أسيرا من حزب الله وجثامين خمسة من مقاتلي الحزب وجثامين بعض الجنود السوريين.
وشوهد مقاتلو التنظيم في وقت سابق وهم يحرقون معداتهم الثقيلة وأسلحتهم في الجيب الحدودي.
ونص الاتفاق على أن يكشف التنظيم المتشدد عن مصير تسعة جنود لبنانيين خطفهم عندما اجتاح بلدة عرسال اللبنانية في 2014.
وقال مسؤول أمني لبناني كبير في وقت متأخر من يوم الأحد إن الجنود ماتوا على الأرجح إذ انتشل الجيش رفات ستة أشخاص فيما يبحث عن رفات اثنين آخرين في مناطق كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
واسترد لبنان وسوريا جيبين حدوديين آخرين هذا الشهر بعدما قبلت جماعات متشددة أخرى باتفاقات إجلاء مماثلة.
وبدأ إبرام تلك الاتفاقات بعد هجوم نفذه حزب الله لفترة وجيزة في نهاية يوليو تموز ضد متشددين من جماعة كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا حتى العام الماضي.
واحتفظ حزب الله بوجود قوي في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان في سوريا لسنوات فساعد الأسد على استعادة السيطرة على عدة بلدات وقرى كانت خاضعة لمقاتلي المعارضة هناك.
واتضح حجم التهديد الذي تشكله جماعات المعارضة المسلحة والجماعات المتشددة في سوريا على الأراضي اللبنانية في هجوم عرسال في 2014. كما وقعت تفجيرات انتحارية في منطقة تقطنها أغلبية شيعية في جنوب بيروت يحظى فيها حزب الله بتأييد واسع في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2015.
وفي داخل سوريا منيت الدولة الإسلامية بهزائم أجبرتها على التقهقر على كل الجبهات وخسرت أراضي انتزعها الجيش السوري وحلفاؤه وتحالف يتكون من فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)