من سويونج كيم وميشيل نيكولز
سول/الأمم المتحدة (رويترز) - وصفت الأمم المتحدة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا فوق اليابان يوم الثلاثاء بأنه "شائن" وطالبت بيونجيانج بوقف برنامج التسلح دون أن تهدد بمزيد من العقوبات على الدولة المعزولة.
وقالت كوريا الشمالية إن إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى كان لمواجهة تدريبات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وإنه خطوة أولى في عمل عسكري بالمحيط الهادي "لاحتواء" منطقة جوام الأمريكية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم كيم جونج أون أمر بإطلاق الصاروخ من العاصمة بيونجيانج للمرة الأولى وقال إن هناك حاجة لمزيد من التدريبات التي يكون فيها المحيط الهادي هدفا.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله "التدريب الحالي لإطلاق صاروخ باليستي مثل حرب حقيقية هو الخطوة الأولى من العملية العسكرية لجيش الشعب الكوري في المحيط الهادي ومقدمة جادة لاحتواء جوام".
وهددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإطلاق أربعة صواريخ في البحر قرب منطقة جوام الأمريكية بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بيونجيانج ستواجه "النار والغضب" إذا هددت الولايات المتحدة.
وقال مجلس الأمن الدولي في بيان إن من "المهم للغاية" أن تتخذ كوريا الشمالية إجراءات فورية ملموسة للحد من التوتر ودعا كل الدول إلى تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على بيونجيانج.
لكن البيان الذي وضعت الولايات المتحدة مسودته وتوافقت عليه الآراء لا يهدد بعقوبات جديدة على الشمال.
ويقول دبلوماسيون إن الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن تعتبران فقط أن إطلاق صاروخ بعيد المدى أو سلاح نووي سببا لفرض المزيد من العقوبات المحتملة.
وقال سفيرا روسيا والصين في الأمم المتحدة إنهما يعارضان أي عقوبات أحادية الجانب على كوريا الشمالية وكررا الدعوة لوقف نشر نظام دفاعي صاروخي أمريكي في كوريا الجنوبية.
وقال سفير اليابان في الأمم المتحدة كورو بيسهو للصحفيين بعد الاجتماع "أتمنى طبعا أن نتمكن من إصدار قرار قوي بعد هذا البيان".
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين إن الصين تناقش الوضع حاليا مع باقي أعضاء مجلس الأمن وستقوم "بالرد اللازم" استنادا إلى التوافق الذي تم التوصل إليه.
وأضاف في إفادة صحفية "يجب أن تكون أي إجراءات ضد كوريا الشمالية في إطار مجلس الأمن الدولي ويجب أن تتخذ وفقا لقرارات مجلس الأمن".
* كل الخيارات على الطاولة
وصاروخ هواسونج-12 الذي اختبرته كوريا الشمالية يوم الثلاثاء من نفس الطراز الذي هدد كيم باستخدامه ضد جوام لكن التجربة اتخذت مسارا مختلفا إذ مر فوق جزيرة هوكايدو في شمال اليابان قبل أن يسقط في البحر.
وتعهد ترامب بألا يسمح لكوريا الشمالية بتطوير صواريخ نووية يمكن أن تصيب البر الرئيسي الأمريكي وقال إن العالم تلقى رسالة كوريا الشمالية "بوضوح شديد".
وأضاف "ستزيد أساليب التهديد وزعزعة الاستقرار من عزلة النظام الكوري الشمالي في المنطقة وبين كل دول العالم. كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إنها تعتزم تعيين فيكتور تشا، وهو مسؤول سابق بالبيت الأبيض، سفيرا للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية.
وتأتي تجربة كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة بينما تجري القوات الأمريكية والكورية الجنوبية تدريبات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية مما أغضب بيونجيانج التي ترى في المناورات الحربية استعدادا للغزو.
وأجرى الشمال عشرات التجارب الصاروخية الباليستية تحت قيادة كيم في تحد لعقوبات الأمم المتحدة لكن إطلاق صاروخ فوق اليابان يمثل خطوة استفزازية ونادرة.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)