من محمود رضا مراد
عرفات (السعودية) (رويترز) - بدأ مئات الآلاف من المسلمين يوم الأربعاء أداء مناسك الحج مرتدين زي الإحرام بالتوجه إلى مخيمات منى خارج مدينة مكة المكرمة في يوم التروية.
ووصل أكثر من 1.75 مليون مسلم من 168 دولة إلى السعودية لأداء مناسك الحج التي تستمر خمسة أيام.
وأدى بعض الحجاج الصلاة في المسجد الحرام قبل التوجه إلى منى ثم إلى جبل عرفات شرقي مكة.
وتوجه بعض الحجاج إلى منى سيرا على الأقدام وانتقل آخرون في حافلات بينما استخدمت شرطة المرور مكبرات الصوت لتوجيه الحشود وتحدث أفرادها بلغات عدة.
ووجد حاج مغربي يدعى رضا البلعقيلي صعوبة في إيجاد كلمات تصف ما يشعر به.
وقال وهو ينتظر حافلة تنقله إلى عرفات "هذا توفيق من الله سبحانه. الإحساس لا يوصف. نلتقي مع ناس من كل البلاد وكل الأجناس.. نوع من الجمع (الوحدة)... وأتمنى يكون هناك إعادة شحن إيماني وروحاني للمسلمين. نرجو من الله لي وللمسلمين المغفرة وهذا هو الأساس".
وقالت زوجته لطيفة العماري التي تؤدي معه الحج للمرة الثانية "الحج ليس مشقة... هذه سعادة وفرحة تخليك تنسى كل شيء".
ويقف الحجاج صباح الخميس على صعيد جبل عرفات الذي يقع على بعد نحو 15 كيلومترا شرقي مكة.
ويحل عيد الأضحى يوم الجمعة حيث سيبدأ الحجاج في رمي الجمرات على مدى ثلاثة أيام.
وقال لاعب كرة القدم السنغالي ديمبا با الذي لعب لفريق تشيلسي الإنجليزي إن أداء فريضة الحج بالنسبة له "أهم شيء على الإطلاق".
وقال "آمل في أن يبدي الجميع السلام والتسامح-- والحب. لأننا بالسلام والتسامح والحب يمكن أن نحقق أشياء عظيمة".
وتابع قوله "أتمنى العودة إلى وطني بمغفرة من الله القدير. هذا ما جئنا من أجله".
*الدعاء من أجل الإغاثة
وشهدت مواسم حج سابقة حوادث تدافع وحرائق وأعمال شغب سقط فيها قتلى كثيرون وكابدت السلطات السعودية في بعض الأحيان للتعامل مع الموقف.
وتقول السلطات السعودية إنها اتخذت كل الإجراءات الاحترازية الضرورية ونشرت ما يربو على مئة ألف من أفراد قوات الأمن و30 ألف عامل في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجاج وتقديم الإسعافات الأولية.
وقتل قرابة 800 حاج في حادث تدافع عام 2015 وفقا للأرقام الصادرة عن الرياض لكن إحصاءات أجرتها دول للجثث التي تسلمتها تشير إلى أن أكثر من ألفي شخص ربما لاقوا حتفهم بينهم أكثر من 400 إيراني.
وشاهدت رويترز مجموعة من خيام الحجاج الإيرانيين في عرفات حيث من المتوقع حضور 90 ألف حاج إيراني هذا العام بعدما قاطعت طهران الحج العام الماضي وسط خلاف دبلوماسي مع الرياض. ويتنافس البلدان على النفوذ بالمنطقة.
وقال مسؤولون سعوديون إن أكثر من 1500 حاج قطري يؤدون المناسك هذا العام أيضا في أعقاب تكهنات بأن خلافا بين قطر ودول خليجية أخرى أدى إلى عزل الدوحة قد يعرقلهم.
ومن المرجح أن تكون الصراعات في الشرق الأوسط بما فيها الحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومناطق أخرى من العالم حاضرة في أذهان الكثيرين برغم أن السلطات السعودية طالبت الحجاج بتنحية السياسة جانبا.
وقال حاج يدعى باقي مصطفى وهو من ألبانيا ويبلغ من العمر 28 عاما ويقيم في سويسرا "أتمنى وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وفي سوريا وفي بورما (ميانمار) كما نسمع في هذه الأيام عن بورما وأسأل الله عز وجل أن يفرج همهم".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)