بيروت (رويترز) - بكت الناشطة السورية فدوى محمود وهي تروي قصة اختفاء زوجها عبد العزيز الخير ونجلها ماهر طحان منذ سبتمبر أيلول 2012 وعدم معرفة مصيرهما فأبكت الحاضرين في افتتاح معرض "عشرات الآلاف" الذي تنظمه منظمة العفو الدولية بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين والمختفين في 30 اغسطس آب.
تلك المرأة التي ابيضّ شعرها لكثرة الويلات التي عاشتها بعيدة عن أعز شخصين على قلبها، سرعان ما تمالكت نفسها واستعادت قوتها التي عرفها فيها من يتابع قضية المختطفين والمختفين قسراً في سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011.
وأكملت فدوى حديثها لرويترز بعنفوان صاحب الحق وأمل كبير بعودة عبد العزيز وماهر.
وقالت: "هذا المعرض يمثّل لي كل الدعم لقضيتي وقضية أهالي المفقودين في سوريا، وهو أهم من كل المؤتمرات والمفاوضات التي تعقد في جنيف والرياض وموسكو، لان من يدعموننا هنا هم منظمة العفو الدولية وناس عاديين من لبنانيين وسوريين يؤمنون بقضيتنا من دون أي مصلحة خاصة ولا يريدون استثمار جروحنا وآلامنا كي يصلوا إلى السلطة".
وأضافت فدوى "تمر الأيام ثقيلة للغاية وأنا أتنقل بين البلدان والمنظمات الدولية لأرفع الصوت عاليا لأن الإنسان هو الأولوية قبل الأرض حتى، فما نفع الأرض من دون ناسها؟".
وتابعت فدوى المستقرة حاليا في برلين "أفكر بهما كل لحظة وأملي كبير جدا بعودتهما وقلب الأم وإحساسها يؤكدان ذلك كلما أذكر اسمهما".
فدوى تحدثت في المعرض المستمر حتى السادس من سبتمبر أيلول الجاري في "ستايشن بيروت" في منطقة جسر الواطي (شرق بيروت). ومن المعروضات مقتنيات تعود إلى أشخاص وناشطين مختفين قسرا منذ بدء الأزمة السورية فنرى قبعة وشالا ونظارات ومحفظة وغيرها من الأغراض التي تبقى من رائحة الأحباب وتمثل لهم الكثير.
كما يتضمن المعرض شهادات من أفراد عائلات المختفين وقصائد كتبها شعراء سوريون.
وفي قسم آخر مجموعة من الرسومات بريشة الفنانة عزة أبو ربيعة، لوجوه نساء معتقلات مثل سميرة الخليل ورزان زيتونة اللتين اختطفتهما إحدى جماعات المعارضة المسلحة مع وائل حماده وناظم حمادي في حين كانوا يعملون جميعا في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وهي منظمة غير حكومية تراقب انتهاكات حقوق الانسان. وهذه الرسومات نفذتها الفنانة وهي داخل المعتقل.
بدأ الافتتاح مع قصص كتبتها ديمة نشاوي بعنوان "سرّ حبات المطر"، وحكتها بأسلوب شيّق مجبول بالألم والأمل مباشرة في المعرض.
وقد تفاعل الحاضرون مع القصة إما بالدموع أو التنهدات أو الآهات أو بالتصفيق.
لكن سيدة خمسينية فقدت ابنها في الأزمة ولا تعرف الجهة التي اختطفته ولا حتى مكانه، بكت حتى غابت عن الوعي، وتحول المعرض إلى بقعة حزينة مضاءة بأمل كبيرة وصرخة واحدة هي معرفة مصير المختفين.
ومن أبرز التجهيزات المعروضة تجهيز بعنوان "جدار الهمس" الذي يمشي الزوار فيه بين جدارين أبيضين يبدوان للوهلة الاولى خاليين من أي معالم أو معنى، بيد أن لهذه الجدران آذان.
والتجهيز مصمم من وحي القول الشهير "الحيطان لها آذان"، ليظهر "للزوار الإحساس الشديد بالخوف الذي خلفته عقود من الاضطهاد في سوريا" كما تقول ديانا سمعان الباحثة في الشؤون السورية في منظمة العفو والمشاركة في تنظيم المعرض.
وتؤكد سمعان أن معرض "عشرات الآلاف" يسلط الضوء على قضية المختفين والمفقودين في سوريا "عبر عرض قصص لأشخاص اعتقلوا تعسفا واختفوا في سوريا".
وستطلق المنظمة موقعا الكترونيا مخصصا لإلقاء الضوء على حالات فردية من الاختفاء القسري والاختطاف في سوريا.
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير منير البويطي) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20170831T173906+0000