من كريستيان شيبرد وكاتيا جولوبكوفا
بكين/فلاديفوستوك (روسيا) (رويترز) - قالت الصين يوم الخميس إنها تقر بضرورة تحرك الأمم المتحدة لأخذ مزيد من الإجراءات ضد كوريا الشمالية بعد أحدث تجاربها النووية مع السعي في الوقت نفسه لمواصلة الحوار من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت كوريا الشمالية إنها سترد على أي عقوبات من الأمم المتحدة أو ضغوط من الولايات المتحدة "بإجراءات مضادة قوية" واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لإشعال حرب.
وتريد الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية وحظر صادراتها من المنسوجات ومنع توظيف مواطنيها في الخارج وتجميد أصول زعيمها كيم جونج أون ومنعه من السفر وفقا لمسودة قرار أطلعت عليها رويترز يوم الأربعاء.
وتصاعدت الضغوط الأمريكية منذ أجرت كوريا الشمالية يوم الأحد تجربتها النووية السادسة والتي كانت أكبر تجاربها. وأظهرت تلك التجربة بالإضافة إلى سلسلة من التجارب الصاروخية أن بيونجيانج قريبة من تحقيق هدفها المتمثل في تطوير سلاح نووي قوي يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة.
وقالت كوريا الشمالية في بيان لوفدها في منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا "سنرد على التآمر الوحشي للولايات المتحدة على فرض عقوبات وممارسة ضغوط بإجراءات مضادة قوية من جانبنا".
وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين، على بذل المزيد لكبح جماح جارتها التي مضت قدما في تطوير برامج تسلحها في تحد لعقوبات الأمم المتحدة وإدانات المجتمع الدولي.
وقال وانغ يي وزير خارجية الصين للصحفيين يوم الخميس "نظرا للتطورات الجديدة في شبه الجزيرة الكورية تتفق الصين على ضرورة تحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار رد إضافي واتخاذ الإجراءات اللازمة".
وأضاف "أي إجراءات جديدة يتخذها المجتمع الدولي ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) يجب أن تخدم هدف تقليص برامجها النووية والصاروخية وأن تكون في الوقت نفسه تسير باتجاه استئناف الحوار والمشاورات".
والصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية على الإطلاق وبلغ نصيبها من التبادل التجاري بينهما 92 بالمئة العام الماضي، كما تمدها بمئات الآلاف من الأطنان من النفط والوقود سنويا.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن لديه أمرا تنفيذيا جاهزا على توقيع ترامب سيفرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجاريا مع بيونجيانج وذلك إذا لم تفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة عليها.
* نشر نظام ثاد الدفاعي
ومع احتدام التوتر أقدمت كوريا الجنوبية في ساعة مبكرة يوم الخميس على تركيب القاذفات الأربع المتبقية من نظام ثاد الأمريكي المضاد للصواريخ على ساحة كانت ملعبا للجولف في جنوب البلاد. وكانت قد نشرت قاذفتين من قبل.
وقال مسؤولون في خدمة الإطفاء إن أكثر من 30 شخصا أصيبوا عندما فض نحو 8000 من أفراد شرطة كوريا الجنوبية حصارا شارك فيه حوالي 300 من أبناء القرى وأعضاء جماعات مدنية تعارض نشر نظام ثاد.
وأثار قرار نشر نظام ثاد اعتراضا قويا من جانب الصين التي ترى أنه يمكن استخدام راداراته في إلقاء نظرة متفحصة في عمق أراضيها وأنه سيخل بالتوازن الأمني في المنطقة.
ووجهت الصين احتجاجا آخر على نشر نظام ثاد يوم الخميس.
وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية دورية "نحن نحث مرة أخرى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على أن تأخذ بجديدة المصالح والمخاوف الأمنية للصين ودول أخرى بالمنطقة وأن توقف عملية النشر وأن تزيل المعدات المعنية".
قال مسؤولون من كوريا الجنوبية إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن خلال اجتماع إقليمي في مدينة فلاديفوستوك بشرق روسيا واتفقا على إقناع الصين وروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر قدر ممكن.
واتهمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية واليابان بممارسة "سياسة قذرة" لما وصفته "باختطاف" اجتماع كان من المفترض أن يكون عن التنمية الاقتصادية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع إنه يعتقد أن أزمة كوريا الشمالية لن تتصاعد إلى حرب نووية وتكهن بأن يسود المنطق السليم.
لكنه قال إنه يعتقد أن القيادة في كوريا الشمالية تخشى من أن يعقب تجميد برنامجها النووي ما يرقى إلى "دعوة للمقبرة".
وتقول كوريا الشمالية إنها بحاجة إلى أسلحتها لحماية نفسها من عدوان أمريكي.
ولا تزال كوريا الجنوبية والولايات الأمريكية رسميا في حالة حرب مع كوريا الشمالية بعد أن انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة وليس باتفاق سلام.
ودعت الصين وروسيا إلى خطة "تجميد متبادل" توقف بموجبها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية في مقابل أن توقف كوريا الشمالية برامجها للتسلح.
لكن لا يبدو أن أيا من الطرفين مستعد للتزحزح عن موقفه.
واستكمل مشاة البحرية الكورية الجنوبية تدريبات استمرت ثلاثة أيام تهدف إلى حماية جزرها الواقعة جنوبي الحدود مع كوريا الشمالية في حين من المقرر أن تستكمل القوات الجوية أسبوعا من التدريبات يوم الجمعة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)