💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السعودية تعتقل رجال دين بارزين لإسكات المعارضة فيما يبدو

تم النشر 12/09/2017, 02:54
محدث 12/09/2017, 03:00
© Reuters. السعودية تعتقل رجال دين بارزين لإسكات المعارضة فيما يبدو

(رويترز) - اعتقلت السلطات السعودية عددا من رجال الدين البارزين في حملة على ما يبدو على المعارضة المحتملة للحكم المطلق في المملكة وسط تكهنات واسعة النطاق بأن الملك سلمان بن عبد العزيز يعتزم التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير محمد.

وأبلغت مصادر سعودية رويترز أن السلطات اعتقلت سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري في مطلع الأسبوع. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين للتعليق ورفض من أمكن الوصول إليهم الحديث بشأن الأمر.

ورجال الدين الثلاثة جميعهم لا ينتمون للمؤسسة الدينية التي تساندها الدولة لكن لديهم متابعون كثيرون على الإنترنت. وسبق أن انتقدوا الحكومة لكنهم التزموا الصمت في الآونة الأخيرة أو لم يساندوا السياسات السعودية علنا بما في ذلك الخلاف مع قطر بشأن دعم جماعة الإخوان المسلمين.

وسجن العودة في الفترة من 1994 إلى 1999 بسبب الدعوة للتغيير السياسي وتزعم حركة الصحوة التي تستلهم نهج الإخوان المسلمين. ودعا لاحقا إلى الديمقراطية والتسامح خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011.

ونفى مسؤولون سعوديون تقارير عن أن الملك قد يتنازل عن العرش قريبا لابنه الأمير محمد الذي يهيمن بالفعل على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية.

ودائما ما تنظر أسرة آل سعود إلى الجماعات الإسلامية على أنها أكبر تهديد لحكمها في بلد لا يمكن فيه التهوين من شأن المشاعر الدينية كما قتلت فيه حملة للقاعدة قبل نحو عشر سنوات مئات الأشخاص. وفي التسعينيات طالبت حركة الصحوة بإصلاحات سياسية كان من شأنها إضعاف الأسرة الحاكمة في السعودية.

وقال جان مارك ريكلي رئيس المخاطر العالمية بمركز جنيف للسياسة الأمنية "من المرجح للغاية أن يكون محمد بن سلمان الملك التالي لكن أي أصوات معارضة يمكن أن تطعن في هذه الخلافة قد تعتبر أيضا مزعزعة للاستقرار من منظور النظام".

وأضاف "ضعوا ذلك في سياق الخلاف مع قطر ومن الصعب للغاية الآن في الخليج أن يكون هناك رأي لا يعتبر متحيزا أو مخالفا لأن الوضع بالغ الاستقطاب على جميع الجهات".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر في يونيو حزيران متهمين إياها بدعم إسلاميين متشددين وهو اتهام تنفيه الدوحة.

* حساسية مفرطة

شرع ولي العهد الأمير محمد في العامين الماضيين في إصلاحات واسعة لتعزيز تنوع الاقتصاد والانفتاح الثقافي في اختبار لتقاليد التغيير التدريجي والحكم بتوافق الآراء في المملكة.

وقال ستيفان لاكروا الباحث في الشؤون الإسلامية في السعودية إن السلطات لم تقابل المقاومة بلطف إذ زادت من إسكات الأصوات المستقلة.

وأضاف "إنها محاولة أوسع كثيرا لسحق الإسلاميين بغض النظر عما إذا كانوا معارضين أم لا... هذه (الاعتقالات) ستكون محاولة من جانب (الأمير محمد) والنظام لفرض نظام سياسي أكثر صرامة".

ولا تقتصر الحملة على الإسلاميين حيث يقول مراقبون للحريات المدنية إن حرية التعبير يجري تقييدها على نحو متزايد في دول الخليج العربية بما في ذلك السعودية.

وقالت مضاوي الرشيد الأستاذة الزائرة بمركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "هذا مناخ عام من الحساسية المفرطة وجنون العظمة تقريبا... لا مجال لأي نوع من المعارضة في الوقت الحالي.

وشددت الحكومة موقفها في أعقاب الربيع العربي بعد أن تفادت الاضطرابات بزيادة الرواتب وغيره من أوجه الإنفاق الحكومي لكن جماعة الإخوان المسلمين اكتسبت قوة في أماكن أخرى بالمنطقة.

وتمثل الجماعة تهديدا فكريا لنظام الحكم في السعودية وأدرجتها الرياض على لائحة الجماعات الإرهابية في 2014 ويقول دبلوماسيون ومحللون إنه لا توجد فرصة تذكر لتغيير ذلك الاتجاه.

وعندما تولى الملك سلمان السلطة في 2015 بدا في البداية مستعدا للسماح للإخوان المسلمين بلعب دور خارج السياسة، على سبيل المثال بعدم منع الوعاظ المرتبطين بها مثل العودة من الحديث علنا بشأن قضايا دينية أو اجتماعية.

لكن لاكروا قال إنه يبدو أن هذا قد تغير في الشهور الأخيرة مع تحول الخطاب الرسمي إلى استهداف الإسلاميين وزيادة الاعتقالات.

وأضاف "ما حدث قبل نحو يومين هو تسارع للعملية" برغم أنه لم يتضح الدافع وراء الاعتقالات بدقة.

وكتب العودة على تويتر يوم الجمعة مرحبا بتقرير أشار إلى احتمال تسوية خلاف بين قطر دول عربية أخرى.

وكتب عقب اتصال هاتفي بين ولي العهد الأمير محمد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "اللهم ألِف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم".

*الوقوف في المنتصف

كانت انتقادات العودة للأسرة الحاكمة في التسعينيات قد أكسبته الإشادة من أسامة بن لادن الذي ندد به العودة في النهاية. وتقوضت حركة الصحوة التي كان يتزعمها لاحقا بسبب القمع والاستقطاب.

غير أن بعض رجال الدين احتفظوا بأتباع كثيرين من خلال خطبهم على يوتيوب. ويحظى العودة بنحو 14 مليون متابع.

وأيد العودة المقاومة للقوات الأمريكية في العراق لكنه ظهر لاحقا كحليف في حملة الحكومة ضد المتشددين الذين ينتهجون العنف.

وفي 2011 دعا إلى انتخابات وإلى الفصل بين السلطات. وصمت إلى حد بعيد منذ ذلك الحين بشأن قضايا الإصلاحات المحلية.

كان القرني قد عبر أيضا عن تأييده للمصالحة مع قطر والتي سرعان ما تبددت الآمال فيها عندما علقت السعودية أي حوار مع قطر متهمة إياها "بتحريف الحقائق".

وقال لاكروا "يبدو اليوم في السعودية أن عدم تأييد ما يحدث ضد قطر علانية وبحماس يجعلك بالأساس عميلا لقطر".

© Reuters. السعودية تعتقل رجال دين بارزين لإسكات المعارضة فيما يبدو

وأضاف "من لا يتخذون موقفا يقفون في المنتصف .. ولا توجد منطقة وسطى للسعوديين الآن".

(إعداد علي خفاجي ومصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير عبد الفتاح شريف)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.