سانت جونز، نيوفاوندلاند (رويترز) - لمحت كندا يوم الأربعاء إلى أنها قد ترجئ مجددا اتخاذ قرار بشأن مشاركة قواتها في عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي وهو ما أغضب حلفاءها الذين قالوا إن التأجيل الجديد قد يقوض مساعيها للحصول على مقعد في مجلس الأمن.
وقالت الحكومة الليبرالية بقيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو العام الماضي إنها ستدرس إرسال قوات إلى مالي لكن الأمر استغرق شهورا أكثر مما هو متوقع وسط مخاوف من وقوع خسائر في صفوف الجنود.
وكان الحلفاء يتوقعون إعلانا قبل استضافة كندا لمؤتمر حول حفظ السلام في نوفمبر تشرين الثاني لكن وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان قال في مقابلة مع صحيفة (تورنتو ستار) نشرت يوم الأربعاء إن القرار لن يصدر بحلول هذا الموعد.
وقالت مصادر دبلوماسية غير راضية عن الأمر من ثلاث دول إن التأجيل قد يضر بجهود كندا لزيادة نفوذها في الأمم المتحدة وهي المنظمة التي كانت تتعامل معها حكومة المحافظين السابقة بريبة.
وقال أحد المصادر الذي امتنع عن نشر اسمه نظرا لحساسية الوضع "إذا كنتم تريدون مقعدا في مجلس الأمن فإن عدم النشاط في الأمم المتحدة لن يفيد".
ونشرت الأمم المتحدة نحو عشرة آلاف من قوات حفظ السلام في مالي لمساعدتها على التصدي للمتشددين الإسلاميين.
ويقول مسؤولون إن إرسال قوات كندية إلى مالي سيسفر حتما عن وقوع خسائر بين صفوف الجنود وهو ما قد يضر بشعبية الحكومة. وفقدت كندا 158 جنديا في أفغانستان على مدى عشر سنوات وهي أكبر نسبة خسائر بالمقارنة بأي دولة أخرى بالنظر إلى عدد الأفراد.
وقال مصدر دبلوماسي آخر "كي تكون لاعبا مهما في الأمم المتحدة يعني ألا تفضل دائما الخيار الآمن".
ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 وأعلن أن "كندا قد عادت". وشدد على ضرورة انتهاج سياسة خارجية أكثر تقدمية.
وفي إطار جهودها لإعادة بناء العلاقات في الأمم المتحدة قالت كندا إنها ستلتزم بتقديم ما يصل إلى 600 جندي للمشاركة في مهام الأمم المتحدة المحتملة وضغطت من أجل الحصول على أحد المقاعد العشرة غير الدائمة في مجلس الأمن.
وقال ترودو يوم الأربعاء إن عدة مئات من الجنود الكنديين سيشاركون في عمليات دولية في لاتفيا والعراق وأوكرانيا.
وقال للصحفيين "نحن جادون بشأن المشاركة مجددا في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لكن... نحن بحاجة للتأكد من القيام بذلك على نحو سليم".
ومن المقرر أن يذهب ترودو، الذي كان يتحدث على هامش اجتماع لمجلس الوزراء في سانت جونز في جزيرة نيوفاوندلاند، إلى الأمم المتحدة الأسبوع المقبل وإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت المساعي للحصول على مقعد في مجلس الأمن ستتضرر "كندا هناك للمساعدة كعادتها دوما وهذه هي الرسالة التي سأنقلها".
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)