من توم بيري وسارة دعدوش
بيروت (رويترز) - قال أحمد أبو خولة رئيس المجلس العسكري في دير الزور يوم الجمعة إن المجلس لن يسمح لقوات الحكومة السورية بعبور نهر الفرات في إطار محاولتها لاستعادة السيطرة على شرق سوريا لكن روسيا قالت إن وحدات من الجيش عبرت بالفعل النهر قرب مدينة دير الزور.
ويقاتل المجلس العسكري في دير الزور تحت راية تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة.
وقالت مستشارة للرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة إن الحكومة السورية ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.
وتضيق قوات الحكومة السورية، المدعومة بضربات جوية روسية ومسلحين مدعومين من إيران، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الخناق على الدولة الإسلامية في هجومين منفصلين في دير الزور.
وتتقدم قوات الحكومة السورية في دير الزور من جهة الغرب وفي الأسبوع الماضي تمكنت من كسر حصار فرضته قوات الدولة الإسلامية على مدينة دير الزور عاصمة المحافظة التي تقع على الضفة الغربية من النهر.
وتقدمت قوات المجلس العسكري في دير الزور من الجهة الشرقية لنهر الفرات منذ بدء هجوم في محافظة دير الزور قبل أسبوع.
وحذر أبو خولة القوات الحكومية وحلفاءها من إطلاق النار عبر النهر مع اقتراب قواته من المنطقة مشيرا إلى أن ذلك حدث بالفعل مؤخرا.
وقال "الآن يوجد بيننا وبين الضفة الشرقية ثلاثة كيلومترات. بعد وصول قواتنا إلى تلك المنطقة أي طلقة بتطلع باتجاه هذا المكان نعتبره استهداف لمجلس دير الزور العسكري".
وتابع قائلا "نحنا علّمنا (أخبرنا) النظام وروسيا أن نحن قادمون لضفة نهر الفرات وهم يروا قواتنا تتقدم... لا نسمح لا للنظام ولا لمليشياته بالعبور إلى الضفة الشرقية".
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا قالت إن الجيش السوري عبر بالفعل النهر.
وقالت في مؤتمر صحفي "بعد انتصار كبير قرب دير الزور يواصل جيش الحكومة السورية طرد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق الشرقية من البلاد".
وتابعت تقول "تم تحرير ضواحي هذا المركز الإقليمي. نجحت وحدات متقدمة في عبور الفرات وتتخذ مواقع على الضفة الشرقية" دون أن تحدد الموقع.
وقال أبو خولة أن الأمر لا يتعدى الدعاية وأضاف أن أحدا لم يعبر النهر.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الأسد إن الحكومة السورية على استعداد لقتال قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية "سواء كانت قوات سوريا الديمقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء فنحن سوف نناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد".
وأضافت أن الأمر لن يتحقق بين عشية وضحاها ولكن وصفت ما قالته بأنه الخطة الاستراتيجية نافية بذلك تكهنات عن أن القرارات العسكرية لواشنطن وموسكو هي التي ستحدد مصير سوريا.
وفي أغلب الأوقات تجنبت الحملتان، المدعومة من روسيا والمدعومة من الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا، اعتراض كل منهما لطريق الأخرى لتجنب نشوب صراع بينهما فيما شكل نهر الفرات خطا فاصلا بين الجانبين.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية من قبل قوات الحكومة السورية بالهجوم على مواقعها قرب الطبقة في محافظة الرقة وأسقطت القوات الأمريكية طائرة حربية سورية في يونيو حزيران.
وقال أبو خولة إن إدارة مدنية ستتشكل لإدارة المناطق التي سيتم السيطرة عليها من محافظة دير الزور من يد الدولة الإسلامية بما يشمل حقولا نفطية في المنطقة. وأضاف أن الحكومة السورية "نظام لا يصلح لقيادة شعب وإدارة شعب".
ومحافظة دير الزور هي آخر موطئ قدم أساسي للدولة الإسلامية في سوريا والعراق. والمحافظة غنية بالنفط ويقسمها نهر الفرات وتتاخم الحدود العراقية.
* "قوة وسرعة"
قال أبو خولة "كل قرية تابعة للضفة الشرقية لنهر الفرات وصولا إلى الحدود العراقية السورية هدف لقواتنا... نحن نسير بقوة وبسرعة ليس لدينا تحديد وقت. لكن نأمل بوقت قريب أن يتم تحرير الضفة الشرقية بالكامل".
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس إن قوات سوريا الديمقراطية لا تخطط لدخول مدينة دير الزور.
لكن وعلى الرغم من أن المدينة ليست هدفا لقوات سوريا الديمقراطية لم يستبعد أبو خولة احتمال أن تصبح هدفا بعد ذلك وقال "لدينا مناشدات من مدنيين بدير الزور بتخليصهم من (النظام) ومن داعش بنفس الوقت".
لكنه أضاف "الآن لدينا برنامج نسير عليه هو تحرير الريف الشرقي من ضفة نهر الفرات".
وقال "أبدت داعش مقاومة شرسة" عندما دخل مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية لأطراف دير الزور على الضفة الشرقية للفرات وأضاف "يهاجمون بشكل يومي... المعارك مستمرة".
وأشار أبو خولة، وهو في أوائل الثلاثينات من عمره، إلى أن نحو عشرة آلاف مقاتل يشاركون في حملة دير الزور أغلبهم من قبائل عربية من شرق سوريا. ويساند الحملة مقاتلون أكراد يشكلون جزءا أساسيا من قوات سوريا الديمقراطية.
وقال "تدريب جنودنا كله ضمن معسكرات تدريب التحالف الدولي. هم يشرفون على تدريبنا وتسليحنا".
وكان أبو خولة من عناصر الجيش السوري الحر في دير الزور حتى سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أغلب المحافظة في 2014 في أوج توسعه في سوريا والعراق. وفر إلى تركيا قبل أن يعود إلى سوريا للانضمام لصفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وقال "الآن نحن ننشئ مجلسا مدنيا موازيا للمجلس العسكري لمدينة دير الزور. والمجلس المدني هذا سوف يقوم بإدارة جميع المناطق المحررة من داعش".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)