3 مليارات دولار استثمارات شركات التكنولوجيا بالخليج.. العام الماضى
فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومات العربية، لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن مبيعات البترول الخام، يؤسس الشباب والأثرياء وأصحاب الخبرة، شركات فى مجال التكنولوجيا، ويحصلون على الدعم من مستثمرين محليين.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه على مدار العام الماضى، تم جمع أكثر من 3 مليارات دولار من الشرق الأوسط، بهدف تعزيز الاستثمارات التكنولوجية فى المنطقة.
وأضافت الوكالة أن هذا الامر بمثابة تحول كبير بسبب الاهتمام الخارجى، ففى مارس الماضى استحوذت شركة «أمازون» الأمريكية على «سوق دوت كوم» منصة التجارة الإلكترونية فى دبى بقيمة 580 مليون دولار أمريكى.
وفى جولة تمويلها الأخيرة أصبحت شركة «كاريم نيتوركس» لطلب سيارات الأجرة، المنافس الإقليمى لشركة «أوبر تيكنولوجيز» الشركة الناشئة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تخطت قيمتها مليار دولار، ويطلق على هذا النوع من الشركات اسم «يونيكورن».
وتلقت الشركة الخليجية الدعم من شركة «دايملر»، والملياردير السعودى الأمير الوليد بن طلال.
وقال وليد حنا، لدى «فينشر بارتنرز» وهى شركة رأسمال استثمارى تتخذ من دبى مقراً لها، إن هذه التحركات دعوة كبيرة لإيقاظ المستثمرين بعدم تجاهل فرصة الشركات الناشئة الكبيرة فى المنطقة.
وأوضحت الوكالة، أن مستثمرى المنطقة الآن، أصبح بينهم بعض أغنى الأفراد وأكبر الشركات فى الخليج.
وقال آلان بجانى، الرئيس التنفيذى لشركة «ماجد الفطيم» القابضة ومقرها دب ، إن شركته تركز أكثر على الاستثمار فى المنطقة، وقامت العام الحالى بضخ استثمارات فى شركة «فيتشر» التى توفر خدمات التسليم والخدمات اللوجستية لشركات التجارة الإلكترونية.
وعاد عبدالرحمن طرابزونى، وهو مواطن سعودى كان يعمل فى «جوجل» العام الماضى إلى الوطن، وقام بإدارة صندوق استثمار بقيمة 500 مليون دولار للتكنولوجيات الجديدة فى شركة الاتصالات السعودية (SE:7010).
وأوضح الملياردير محمد العبار، المالك لشركة «إعمار (DU:EMAR)» العقارية، أنه جمع مليار دولار من المستثمرين لإجراء صفقات تقنية بالإضافة إلى ضخ مليار دولار مع صندوق الثروة السيادية فى المملكة العربية السعودية لإنشاء شركة «نون» منصة التجارة الإلكترونية.
وقبل عام، كشف صندوق الثروة السعودى عن تخصيص 1.1 مليار دولار للمشروعات المشتركة فى المملكة.
وأشار تارابزوني، إلى وجود مجال هائل للنمو بسبب سهولة الاستثمار فى المنطقة والأرقام تتحدث عن نفسها مقارنة بالاقتصادات المتقدمة.
وتساءلت الوكالة: لماذا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً كى يلحق العالم العربى بالعالم المتقدم؟
وأجابت، كبيرة الخبراء الاقتصاديين فى بنك أبوظبى التجارى، مونيكا مالك، إن نظام التعليم وعدم توافر التمويل وندرة قوانين الإفلاس والوظائف مرتفعة الأجر فى القطاع العام لا تعزز روح المخاطرة والريادة فى هذه المنطقة.
وسيشكل توافر التمويل فى المنطقة، تغييراً كبيراً بالنسبة للشركات الناشئة، فعندما شاركت جوى عجلونى، فى تأسيس شركة «فيتشر» فى دبى، دعم «سيليكون فاللى» الفكرة بمبلغ 11 مليون دولار، فى حين شارك فى آخر جولة تمويلية للشركة مايو الماضى بقيمة 41 مليون دولار، نحو تسعة مستثمرين، 7 منهم من الخليج.
وأشارت الوكالة إلى أن الخليج يعد أرضاً خصبة للشركات الناشئة، وفى أكبر اقتصادين وهما المملكة العربية السعودية والإمارات يبلغ الإنتاج الاقتصادى للشخص الواحد 22 ألف دولار و40 ألف دولار على التوالى وفقا لصندوق النقد الدولى.
وكشف تقرير شركة «إريكسون»، أنه من المتوقع أن ينمو استخدام الهواتف المتنقلة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، 3 أضعاف بين عامى 2016 و2022.
وقال كريستوفر شرودر، مستثمر فى الولايات المتحدة ومؤسس شركة «ستارتوب ريسينج»، إن صفقة «سوق دوت كوم» وشركة «كريم» التى تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، كانت مفاجئة، وجعلت المستثمرين يدركون الآن أن الوقت قد حان للبدء فى ضخ الأموال.
ووصف الحال بأنه ثورة ريادة الأعمال فى الشرق الأوسط.
وأضاف أن المنطقة تضم 350 مليون شخص، وفى غضون عامين سيصل معدل انتشار الهواتف الذكية إلى 70% تقريباً.
وقال خلدون طبازة، المؤسس والعضو المنتدب فى مجموعة «إيمينا»، إن تطوير السوق كان بطيئا أيضا بسبب الافتقار إلى شركات الاستثمار المتخصصة ذات السجلات المؤكدة ونقص المؤسسات التجارية والمواهب الفنية ولكنه يتوقع أن يتغير ذلك فى المستقبل القريب.
وكما هو الحال فى كل مكان فإن تمويل الشركات الناشئة، هو نشاط محفوف بالمخاطر، وعلى المدى القصير سيؤدى مزيد من رأس المال إلى زيادة التقييمات التى قد تخيف بعض المستثمرين خصوصاً إذا بدأ الناس يفقدون المال.
وأكدّ طربزونى، أنه ستكون هناك إخفاقات، لكن سيكون هناك كثير من الدروس المستفادة، وسيكون هناك أيضاً نمو هائل وقيمة من الرهانات الفائزة فهذا هو طبيعة رأس المال الاستثمارى.