من جون أيريش ومارين بينيتيه
باريس (رويترز) - عرضت فرنسا يوم الخميس التوسط في أزمة سياسية بين حكومة العراق وسلطات إقليم كردستان وتعهدت باستمرار وجودها العسكري هناك إلى أن توضع نهاية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وجاء العرض على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لباريس وهي الأولى له خارج البلاد منذ تصويت الأكراد في شمال العراق على الاستقلال في استفتاء أعلنت بغداد أنه غير دستوري.
وفرضت الحكومة العراقية عقوبات ردا على الاستفتاء لكن العبادي قال يوم الخميس إن بإمكانه تفهم "تطلعات" الأكراد شريطة ألا تتعارض مع الدستور. وأضاف أنه يريد تجنب العنف.
وقال العبادي في بيان إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لا نريد مواجهة مسلحة... لا نريد أي عداء أو أي مصادمات. يجب أن تُفرض السلطة الاتحادية ولا يجوز لأحد أن يعتدي على السلطة الاتحادية في هذه المناطق".
وأثارت نتيجة الاستفتاء مخاوف داخل العراق وخارجه من احتمال نشوب صراع على خلفيات عرقية مما يضعف حملة تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية التي لا تزال تحتفظ بجيوب في العراق وسوريا.
وقال ماكرون، الذي تمثل بلاده ثاني أكبر مساهم في الحملة، إن القوات الفرنسية ستظل موجودة في العراق إلى أن يتم القضاء "نهائيا" على هذا التنظيم المسلح.
وأضاف ماكرون "من الضروري في غضون الأسابيع والشهور المقبلة أن يبدأ حوار يحترم وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته في إطار الدستور والاعتراف بحقوق الأكراد".
وقال "فرنسا مستعدة، إذا كانت لدى السلطات العراقية رغبة، للمساهمة بفاعلية في (جهود) الوساطة التي أطلقتها الأمم المتحدة".
وقال العبادي، الذي يزور باريس لعقد محادثات مشتركة، إن استمرار حفظ السلام في العراق من مصلحة السلطات الاتحادية والكردية.
وكان قد دعا يوم الثلاثاء إلى إدارة مشتركة لكركوك الغنية بالنفط وغيرها من المناطق الكردية على أن يكون للسلطات الاتحادية اليد العليا في أي ترتيب لهذا الشأن.
وسيطر مقاتلو البشمركة الأكراد على كركوك في عام 2014 بعد انهيار القوات العراقية في مواجهة تقدم الدولة الإسلامية في شمال العراق.
ودعا العبادي قوات البشمركة الكردية إلى أن تبقى ضمن قوات الأمن العراقية تحت قيادة السلطات الاتحادية لضمان أمن المواطنين.
وقال "يجب بسط سلطة الدولة الاتحادية على الإقليم وكل العراق مع حرصنا الشديد على الشعب الكردي واحترام تطلعات كل العراقيين" داعيا قوات البشمركة إلى "أن تقاتل إلى جانب الجيش العراقي لتحقيق الأمن والاستقرار وتحت قيادة السلطة الاتحادية".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)