من جون ديفسون وتوم بيري
عين عيسى (سوريا)/بيروت (رويترز) - قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على وشك مغادرة مدينة الرقة في إطار انسحاب تم الاتفاق عليه مع قوات سوريا الديمقراطية المحاصرة لهم في الوقت الذي باتت فيه هزيمة التنظيم المتشدد في معقله الرئيسي السابق في سوريا وشيكة.
وتضاربت روايات المسؤولين عما إذا كان المقاتلون الأجانب سيغادرون أيضا المدينة التي تخوض فيها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة معارك منذ يونيو حزيران لهزيمة التنظيم.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو إن المقاتلين الأجانب سيُتركون بالمدينة "للاستسلام أو الموت" دون أن يحدد موعدا لإجلاء المقاتلين السوريين.
لكن عمر علوش عضو مجلس الرقة المدني قال إن الإجلاء سيشمل المقاتلين الأجانب. وقال إنه سيتم خلال الليل وحتى يوم الأحد. وأضاف أن مقاتلي الدولة الإسلامية سيصطحبون معهم نحو 400 مدني كدروع بشرية.
وستكون الهزيمة النهائية للدولة الإسلامية في الرقة بمثابة علامة فارقة في جهود القضاء على "الخلافة" التي أعلنها التنظيم في سوريا والعراق بعدما تم طرد التنظيم في وقت سابق من العام الحالي من مدينة الموصل العراقية.
واستخدمت الدولة الإسلامية الرقة كقاعدة للتخطيط لشن هجمات على الغرب.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية لرويترز في وقت سابق يوم السبت إن تنظيم الدولة الإسلامية على شفا الهزيمة في مدينة الرقة وإن المدينة قد تخلو أخيرا من المتشددين يوم السبت أو يوم الأحد.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية إن من المقرر أن تغادر قافلة الرقة يوم السبت بموجب ترتيبات وافقت عليها الأطراف المحلية. ووصف الترتيبات بأنها "إجلاء مدني" وقال إنه لن يتغاضى عن أي ترتيبات تتيح "للإرهابيين الهرب من الرقة دون مواجهة العدالة".
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون إن موقف التحالف يتمثل في ضرورة استسلام مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية دون شروط لكنه أضاف أنه لن يعلق على من سيكون في القافلة. وقال إنه يتوقع قتالا صعبا في الأيام القادمة.
وقال بيان التحالف إن الترتيبات التي توسط فيها مجلس الرقة المدني وزعماء عشائر عرب في 12 أكتوبر تشرين الأول "تهدف إلى تقليل الخسائر المدنية وتستثني الإرهابيين الأجانب بتنظيم داعش".
ويعتقد التحالف أن الترتيبات "ستنقذ أرواحا أبرياء وتتيح لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف التركيز على هزيمة إرهابيي داعش في الرقة مع تقليل خطر الإصابات في صفوف المدنيين".
وقال شيوخ عشائر من الرقة إن قوات سوريا الديمقراطية وافقت على السماح بممر آمن لخروج مقاتلي الدولة الإسلامية من المدينة وإنها تضع "آلية" لمغادرتهم.
ولم يذكر البيان الصادر عنهم شيئا عن مصير مقاتلي الدولة الإسلامية الأجانب لكنه قال إن المقاتلين الذين سيظلون في المدينة ليسوا سوى "عدد محدود محاصر في مكان أو أكثر في المدينة وليس أمامهم أي خيار سوى الاستسلام أو الموت".
كان علوش قال لرويترز في وقت سابق إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيتوجهون إلى منطقة لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا.
* وصول حافلات
وأصبحت عمليات التفاوض المتعلقة بانسحاب مقاتلين يواجهون الهزيمة أمرا شائعا في الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام.
وقالت جماعة (الرقة تُذبح بصمت)، وهي جماعة نشطاء تنشر أخبارا عن الرقة، على صفحتها على فيسبوك يوم السبت إن العشرات من الشاحنات دخلت مدينة الرقة خلال الليل قادمة من ريف الرقة الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية وعائلاتهم غادروا المدينة بالفعل وإن حافلات وصلت لإجلاء بقية المقاتلين الأجانب وعائلاتهم.
وأعلن الجيش السوري الذي تسانده فصائل مدعومة من إيران وقوة جوية روسية عن تحقيق انتصار كبير آخر على الدولة الإسلامية اليوم السبت قائلا إنه سيطر على مدينة الميادين في محافظة دير الزور.
ومحافظة دير الزور الواقعة بشرق البلاد هي آخر معقل كبير للدولة الإسلامية في سوريا وتتعرض لهجمات هناك من قوات سوريا الديمقراطية من جانب ومن الجيش السوري الذي يدعمه مقاتلون إيرانيون وضربات جوية روسية من جانب آخر.
وفي أغسطس آب وافق مقاتلو الدولة الإسلامية على الانسحاب من منطقة الحدود السورية اللبنانية وهي المرة الأولى التي يوافق فيها المتشددون علنا على إخلاء مناطق كانت خاضعة لسيطرتهم في سوريا.
ولكن مع تحرك قافلتهم نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في شرق سوريا أعاقت طائرات التحالف طريقها من خلال تدمير الطرق والجسور ومهاجمة مركبات تابعة للتنظيم في أماكن قريبة.
(شارك في التغطية ليزا بارنجتون وتوم بيري في بيروت - إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)