من عبدي شيخ
مقديشو (رويترز) - لاقت استجابة تركيا السريعة لأسوأ هجوم يشهده الصومال إشادة من ناجين ومسؤولين وصفوا أنقرة بأنها الشريك الدولي "الحقيقي الوحيد" فيما يمثل انتقادا ضمنيا للداعمين الغربيين الذين ينفقون المليارات على الأمن.
وبعد مرور نحو 48 ساعة على التفجيرين الهائلين اللذين وقعا في مقديشو يوم السبت هبطت طائرة إسعاف تركية في العاصمة وحملت عشرات المصابين الصوماليين لنقلهم إلى تركيا لتلقي العلاج بالمجان.
كما وصل وزير الصحة التركي بصحبة جراحين شرعوا في العمل على الفور في المستشفيات بجانب الأطباء والممرضين الصوماليين.
وضخت أنقرة استثمارات هائلة في الصومال خلال السنوات الخمس الأخيرة فيما تتطلع لمكاسب اقتصادية في حال عودة الاستقرار للبلاد وتسعى لتقديم الرئيس رجب طيب إردوغان باعتباره وجها لسماحة الإسلام.
وقال عبد العزيز أحمد وهو خريج جامعي عاطل عن العمل "تركيا هي أفضل صديقة للصومال وكانت أول داعم لنا بعد التفجير". وذكر أن أربعة من أصدقائه نقلوا جوا إلى خارج البلاد وأن أحدهما يعاني من كسر في الظهر.
وقتل ما لا يقل عن 300 شخص في التفجيرين وأصيب أكثر من 400. ورغم طرد متشددي حركة الشباب الإسلامية من مقديشو في عام 2011 فإن هجوم السبت، الذي لم تعلن الشباب المسؤولية عنه، يظهر المخاطر التي لا تزال تواجهها العاصمة.
وقارن الكثير من الصوماليين بين استجابة أنقرة والاتحاد الأوروبي الذي له قوة بحرية قبالة ساحل مقديشو بهدف ردع القرصنة تتضمن سفنا قتالية مجهزة بأنظمة طبية للتعامل مع الحالات الطارئة. ولم تستقبل هذه القوة أي ضحايا.
وقال رشيد عبدي وهو محلل صومالي مقيم في نيروبي ويعمل لدى مجموعة الأزمات الدولية "سمعت الكثير من الشكاوى من الصوماليين الذين يقولون 'هناك قوة بحرية غربية كبيرة عند شواطئنا لماذا لم يأت هؤلاء الناس لمساعدتنا'؟"
ولم يعقب متحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في نيروبي على الأمر رغم أن تغريدة من القوة البحرية يوم الأربعاء أفادت بأن البعثة تقدم "المساعدة الطبية الضرورية" للضحايا.
وقارن مسؤولون كبار أيضا سرعة ونطاق مساعدة تركيا بغيرها من شركاء الصومال الدوليين بما في ذلك الجارتان كينيا وجيبوتي بالإضافة إلى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وكتب رئيس بلدية مقديشو ثابت محمد تغريدة يوم الاثنين عبر فيها عن امتنانه لاستجابة تركيا "الفورية" وإغاثتها للضحايا ثم كتب تغريدة موجهة للسفارة الأمريكية شكرها فيها على "وقوفها مع مقديشو" بعد ذلك بأربع وعشرين ساعة.
وقال وزير الإعلام عبد الرحمن عمر عثمان لرويترز "تركيا هي دائما أول من يساعدنا" ووصفها بأنها البلد "الشقيق الحقيقي الوحيد" متحدثا عن زيارة قام بها إردوغان في 2011 عندما كان الصومال يعاني من المجاعة.
وأضاف "دعمهم واضح للعيان. يبنون المستشفيات والمدارس ولهذا فهم مختلفون عن الآخرين. ربما يقدم الآخرون أموالا أكثر لكن الشعب ينظر لتركيا باعتبارها البلد الذي يساعد الصومال بالفعل".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)