من إليزابيث بايبر وأليستير مكدونالد
بروكسل (رويترز) - رحب قادة الاتحاد الأوروبي باقتراح قدمته رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لكسر الجمود الذي يعتري محادثات انسحاب بريطانيا من التكتل لكنهم قالوا إن التنازلات التي تستهدف تهدئة مخاوف مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا غير كافية.
وسعت ماي، التي وصلت بروكسل يوم الخميس للمشاركة في قمة للاتحاد تستمر يومين، إلى عدم قصر المحادثات على مناقشة التسوية المالية للانسحاب لتشمل التجارة فيما لم يتبق سوى 17 شهرا على الموعد المقرر لرحيل بريطانيا.
وبدلا من ذلك شددت رئيسة الوزراء، التي ضعف موقفها بعد أن خسر حزبها المحافظ أغلبيته البرلمانية في انتخابات يونيو حزيران، على ضرورة تحديد حقوق المواطنين وهي واحدة من ثلاث قضايا ينبغي حسمها لكسر الجمود في المحادثات.
لكن قادة الاتحاد الأوروبي قالوا إن هناك حاجة لمزيد من العمل ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعض المؤشرات بأنها "مشجعة" وقد تساعد في تمهيد الطريق لمناقشات بشأن العلاقات التجارية في المستقبل خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في ديسمبر كانون الأول.
وقالت ماي إن الزعماء يقيمون التقدم الذي تحقق حتى الآن في محادثات الانسحاب وحددوا "خططا طموحة" للأسابيع المقبلة.
وقالت ماي للصحفيين "أنا تحديدا على سبيل المثال أريد أن أرى سرعة في التوصل لاتفاق بشأن حقوق المواطنين".
لكنها تفادت الأسئلة بشأن زيادة المبلغ الذي ستكون بريطانيا على استعداد لدفعه عندما تغادر وأشارت بدلا من ذلك إلى خطاب ألقته الشهر الماضي في إيطاليا عرضت خلاله دفع نحو 20 مليار يورو (24 مليار دولار).
وستناقش ماي استراتيجيتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على العشاء. ولدى مغادرتها القمة صباح الجمعة من المتوقع أن يقول قادة الاتحاد الأوروبي الآخرون إن المحادثات لم تحقق التقدم الكافي بالنسبة لهم لفتح مفاوضات بشأن التجارة.
وفي ظل ضعف موقفها بعد خسارة حزبها الأغلبية في انتخابات يونيو حزيران والفشل في حشد الدعم في مؤتمر للحزب باتت قدرة ماي محدودة في الاستجابة لمطالب الاتحاد الأوروبي بأن تزيد من عرضها المالي لاتفاق الانسحاب.
ويفضل بعض أعضاء من حزبها أن تنسحب إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على المضي بالمحادثات قدما لبحث التجارة. ولا تريد ألمانيا وحلفاؤها أن يرثوا فاتورة كبيرة عندما تغادر بريطانيا التكتل في مارس آذار 2019.
وقالت ميركل إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيستمعون إلى تقرير من كبير مفاوضيهم ميشيل بارنييه لكن لم يتم إحراز تقدم كبير حتى الآن. وأضافت "سنواصل المحادثات بمنظور الوصول إلى المرحلة الثانية في ديسمبر".
وحاولت ماي تحويل الانتباه عن المبلغ الذي يجب أن تدفعه بريطانيا.
وكتبت على صفحتها على فيسبوك "نحن بصدد التوصل إلى اتفاق" لحماية حقوق نحو ثلاثة ملايين من مواطني الاتحاد الأوروبي يعيشون في بريطانيا وتعهدت بجعل بقائهم يسيرا لأبعد حد.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)