من ماهر شميطلي
بغداد (رويترز) - شنت فصائل موالية للحكومة العراقية هجوما يوم الثلاثاء على قوات كردية قرب الحدود مع تركيا لتتقدم بذلك صوب معبر حدودي استراتيجي ومحطة لخط أنابيب لتصدير النفط تقول بغداد إنها يجب أن تخضع لسيطرتها.
وغيرت الحكومة العراقية موازين القوى في شمال البلاد منذ أن بدأت حملة الأسبوع الماضي لاستعادة أراض من الأكراد الذين يديرون منطقة شبه مستقلة تضم ثلاث محافظات في الشمال وسيطروا كذلك على مساحات إضافية من الأراضي في شمال العراق.
وأجرى الأكراد استفتاء على الاستقلال الشهر الماضي قالت بغداد إنه غير قانوني وردت باستعادة مدينة كركوك والمنطقة المنتجة للنفط المحيطة بها وأراض أخرى انتزع الأكراد السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي جيشه باستعادة كل الأراضي المتنازع عليها وطالب كذلك بسيطرة الحكومة المركزية على المعابر الحدودية مع تركيا وكلها تقع داخل المنطقة شبه المستقلة.
وقال مسؤول كردي إن قوات الأمن الكردية المعروفة باسم قوات البشمركة صدت بنجاح تقدما لقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والموالية لحكومة بغداد في منطقة ربيعة على مسافة 40 كيلومترا من معبر فيش خابور.
ولمعبر فيش خابور أهمية استراتيجية لأن النفط من كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والتي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق يمر عبر خط أنابيب من هناك إلى تركيا وهي الطريق الرئيسية لخروج الصادرات الدولية من المنطقة ومهم لأي مسعى لاستقلال الأكراد.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي في بغداد إنه سيناقش مسألة المعبر الحدودي مع نظيره التركي بن علي يلدريم في أنقرة يوم الأربعاء.
ويدور القتال حتى الآن خارج المنطقة شبه المستقلة لكن معبر فيش خابور يقع داخل المنطقة فأي هجوم على المعبر سيمثل تصعيدا كبيرا ويدخل قوات الحكومة في أراض كردية غير متنازع عليها.
وقال مصدر في قطاع الشحن في لندن إن تدفق النفط الخام عبر خط الأنابيب بكردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي ارتفع بشكل طفيف إلى 300 ألف برميل يوميا يوم الثلاثاء وهو نفس المستوى قبل سيطرة الحكومة المركزية العراقية على كركوك. وزاد معدل الإنتاج بنحو 50 ألف برميل يوميا منذ يوم الاثنين.
* مسألة ذات حساسية بالنسبة لواشنطن
نفى متحدث عسكري عراقي حدوث أي اشتباكات في المنطقة. لكن مصدرا أمنيا عراقيا في بغداد وناشطا مدافعا عن حقوق الإنسان في شمال غرب العراق قالا إن المواجهة بدأت عند الفجر واستمرت حتى منتصف النهار.
وكتب هيمن هورامي المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق على تويتر يقول "صدت البشمركة الهجوم ودفعت الحشد الشعبي للوراء إلى ربيعة".
وقال متحدث عسكري في بغداد ردا على ذلك "لا توجد أي اشتباكات".
ويسبب القتال بين الحكومة المركزية والأكراد وضعا شديد الحساسية بالنسبة للولايات المتحدة لأن واشنطن المتحالفة مع الطرفين تقوم بتسليح وتدريب الأكراد وقوات الجيش العراقي لقتال تنظيم الدول الإسلامية.
وزار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بغداد هذا الأسبوع لكن العبادي رفض دعوته للعراق وقف دور الفصائل الشيعية المدعومة من إيران التي تقاتل في صف قوات الحكومة العراقية واتخذت موقفا صارما من الأكراد.
وقال مستشار أمني بحكومة العراق يوم الاثنين إن منطقة فيش خابور تضم معابر إلى تركيا وسوريا تريد بغداد السيطرة عليها. لكنه لم يوضح ما إذا كان يجري التحضير لعملية عسكرية.
وذكرت منظمة العفو الدولية إن 11 مدنيا على الأقل قتلوا وعشرات الألوف نزحوا من مناطق كردية في طوز خورماتو وهي بلدة تقع جنوبي كركوك. وقالت إن صورا وتسجيلات مصورة وعشرات من الشهادات تشير إلى أن مئات العقارات نُهبت في حملة استهدفت الأجزاء الكردية في البلدة المختلطة عرقيا.
وقال برلمان كردستان يوم الثلاثاء إنه تقرر تأجيل انتخابات الرئاسة والبرلمان في الإقليم التي كانت مقررة في أول نوفمبر تشرين الثاني لمدة ثمانية أشهر.
وقالت مفوضية الانتخابات يوم الاثنين إن الأحزاب لم تطرح مرشحين وسط الاضطرابات التي شهدتها المنطقة عقب الاستفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر أيلول.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)