💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مبعوثة أمريكية تستهدف جنوب السودان والكونجو بدبلوماسيتها الجافة

تم النشر 30/10/2017, 11:33
© Reuters. مبعوثة أمريكية تستهدف جنوب السودان والكونجو بدبلوماسيتها الجافة
JP225
-

من ميشيل نيكولز

جوبا (جنوب السودان)/كيتشانجا (جمهورية الكونجو الديمقراطية) (رويترز) - في مخيم جبلي للنازحين في الكونجو لفت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ذراعها حول امرأة فشل الجميع في تهدئة خاطرها وهي تروي كيف تعرضت للاغتصاب مرتين.

وقالت هيلي لمجموعة صغيرة من الصحفيين المسافرين معها خلال رحلتها الأولى إلى أفريقيا "هذا الأمر لا يزيدني إلا حماسا ولا يزيدني إلا تصميما. سأنقل أصوات النساء اللاتي قابلتهن وما قلنه لي".

أوفد الرئيس دونالد ترامب هيلي إلى إثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية فكانت رحلتها أول علامة ملموسة على اهتمام إدارته التي تولت السلطة قبل تسعة أشهر بأفريقيا.

كان التحدي المطروح عليها هو إظهار تواصل الولايات المتحدة بهمة ونشاط مع القارة الأفريقية التي تطغى فيها الصراعات الأكثر إلحاحا في كثير من الأحيان على الأزمات الإنسانية والسياسية في مناطق أخرى.

أما الشق الثاني من التحدي فكان التأكيد على سياسة ترامب المعلنة المتمثلة في شعار "أمريكا أولا" والتي تضع المصالح الاقتصادية والوطنية الأمريكية فوق الالتزامات الدولية.

وبينما تكافح أفريقيا للفوز باهتمام ترامب فالأرجح أن تتركز السياسة الأمريكية بشكل متزايد على مكافحة تهديدات المتطرفين. ولواشنطن أيضا مصلحة مالية إذ إنها تحاول خفض تكاليف مهام حفظ السلام التي تنفذها الأمم المتحدة التي تسدد واشنطن أكثر من ربعها.

وقد حرص ترامب على القول إنه لن يفرض القيم الأمريكية على الآخرين الأمر الذي أثار قلقا بين النشطاء خشية تجاهل قضايا حقوق الإنسان.

ويتضح ذلك في النيجر أكثر من غيرها إذ أسفر كمين فيها عن مقتل أربعة من الجنود الأمريكيين الذين كانوا يعاونون القوات المحلية في قتال فرع محلي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الوقت نفسه غضت واشنطن الطرف إلى حد كبير عن الخطوات الاستبدادية التي يتزايد لجوء الرئيس الحالي وزعيم المعارضة السابق في النيجر محمد يوسف لها في إطار السعي لتحجيم خطر المتشددين.

وهيلي، الحاكم السابق لولاية ساوث كارولاينا الأمريكية، هي أرفع مسؤول في إدارة ترامب يزور الدول الأفريقية الثلاث في جولة أوضحت كيف توازن بين مهاراتها السياسية وخبراتها الجديدة في السياسة الخارجية والدبلوماسية.

وبلغ بها التأثر حد البكاء بعد أن زارت النازحين في كيتشانجا في شرق الكونجو التي خربتها الصراعات. وفي منطقة جامبيلا بإثيوبيا خلعت حذاءها وجلست على الأرض تلعب مع أطفال صغار من جنوب السودان مازالوا يتعلمون المشي.

وقالت هيلي لمجموعة الصحفيين المرافقين لها في جولتها "هؤلاء الصغار سيصبحون في الثامنة عشرة في يوم من الأيام. سيصبح كل منهم إنسانا بالغا غير متعلم بلا أي مهارات اجتماعية يشعر بالاستياء من الزج به في هذا الوضع. وهذا خطر على الولايات المتحدة وخطر على العالم".

* "الحديث الخشن مهم"

مع ابتعاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن الأضواء اختطت هيلي لنفسها دورا بارزا. ووسط ما يتردد من تكهنات عن مستقبل تيلرسون قالت هيلي إنه إذا عرض عليها هذا المنصب "فسأقول لا".

واشتهرت هيلي بنهج خشن أثار علامات التعجب بين الدبلوماسيين في الأمم المتحدة وطبقت هذا النهج في محادثات مطولة على انفراد مع رئيسي جنوب السودان والكونجو.

وقالت "أعتقد أن الحديث الخشن مهم. لكني توقعت أن يكون الرد بالمثل وكانت لي محادثات صريحة معهما".

وأضافت "لقي ذلك تقديرا كبيرا لأننا لم نكن نريد أن نضطر للجلوس هناك ونتحدث بالكلام السياسي بل كنا نريد أن ندخل في حقائق الوضع".

ولم يتضح ما إذا كان زعيما جنوب السودان والكونجو سيهتمان برسالتها.

وفي كينشاسا تحدثت في لقاء خاص مع الرئيس جوزيف كابيلا استغرق 90 دقيقة. وكانت قد قالت من قبل إن على كينشاسا أن تجري انتخابات تأجلت طويلا لإحلال رئيس جديد محل كابيلا بنهاية العام المقبل وإلا فإن الانتخابات ستفقد الدعم الدولي.

غير أن المعارضة الكونجولية انتقدت تصريحها هناك لأنها سلمت بعدم إجراء انتخابات هذا العام، فيما يخالف اتفاقا وقعه معسكر كابيلا مع المعارضة في ديسمبر كانون الأول، وذلك دون انتزاع أي تنازلات في المقابل.

وكتب زعيم المعارضة أوليفيير كاميتاتو في تغريدة على تويتر فوق صورة لهيلي أثناء زيارتها يقول "الدعوة لبقاء كابيلا في السلطة فيما بعد 31 ديسمبر 2017 هو المعادل بكل بساطة للتواطؤ مع العبقرية الشريرة".

وفي جوبا التقت هيلي بالرئيس سلفا كير لمدة 45 دقيقة وعرضت عليه صورا للاجئين من زيارتها إلى جامبيلا.

وكان جنوب السودان قد هوى في أتون حرب أهلية عام 2013 بعد عامين فحسب من حصوله على الاستقلال عن السودان وذلك بسبب خلاف بين كير الذي ينتمي لقبائل الدنكا ونائبه السابق ريك مشار الذي ينحدر من قبائل النوير.

وكانت الولايات المتحدة قد استثمرت الكثير في العملية التي أدت إلى استقلال جنوب السودان. غير أن دور إدارة ترامب كان محدودا للغاية في السعي لوضع نهاية للحرب الأهلية.

وتعتزم هيلي مقابلة ترامب ومايك بنس نائب الرئيس واتش.آر. مكماستر مستشار الأمن القومي هذا الأسبوع لبحث جولتها.

© Reuters. مبعوثة أمريكية تستهدف جنوب السودان والكونجو بدبلوماسيتها الجافة

وقالت "سأطرح خيارات. وإذا طُلب مني فسأقدم التوصية ... (ترامب) يريد بشدة معرفة كيف يشعر الآخرون وهو يأخذ كل ذلك في الاعتبار ثم يصدر قراره".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.