💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البرلمان البريطاني: هل تحول من مؤسسة تحظى بالاحترام إلى "وكر للرذيلة"؟

تم النشر 03/11/2017, 00:20
محدث 03/11/2017, 00:30
© Reuters. البرلمان البريطاني: هل تحول من مؤسسة تحظى بالاحترام إلى "وكر للرذيلة"؟

من إليزابيث بيبر

لندن (رويترز) - من وليام بيت إلى ونستون تشرشل .. شهد قصر وستمنستر صعود نجم أعظم رؤساء وزراء بريطانيا إلى قمة المجد مما أكسب هذا البرلمان سمعته كأحد أكثر البرلمانات احتراما في العالم.

لكن تاريخ البرلمان البريطاني الذي يعود لتسعة قرون مقرون بتقاليد وثقافة تتعرض الآن للانتقاد لتركيزها السلطة في أيدي نواب يمكنهم تحديد المسيرة المهنية لمعاونين ومتدربين ونشطاء حزبيين.

وتصاعدت الأصوات الداعية للتغيير بعد استقالة وزير الدفاع البريطاني الذي اعترف بأنه لمس مرارا ركبة مقدمة إذاعية عام 2002 إضافة إلى سلسلة من الاتهامات ضد أعضاء آخرين في البرلمان بإقامة علاقات خارج نطاق الزواج وارتكاب اعتداءات جنسية.

وقال بريندان شيلتون الناشط بحزب العمال والأمين العام لجماعة (لايبر ليف) المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إن البرلمان مؤسسة "عريقة وشهيرة".

وأضاف "إلا أنه أصبح في السنوات القليلة الماضية وكرا للرذيلة. علينا جميعا أن نسعى لجعل البرلمان مثار إعجاب العالم مجددا".

وقصر وستمنستر المزخرف الذي يطل على نهر تيمز في قلب لندن هو مقر مجلسي العموم واللوردات بالبرلمان ويعتبره بعض المؤرخين أحد مهود الديمقراطية الحديثة.

لكن المزاعم التي ثارت ضد ساسة بريطانيين، وكثير منها لا أساس له من الصحة، ظهرت منذ أن دفعت مزاعم الاعتداءات الجنسية ضد المنتج في هوليوود هارفي واينستين النساء والرجال في مجال السياسة البريطانية إلى الكشف عن قصص بشأن سلوكيات غير لائقة.

ودفعت مزاعم التحرش الجنسي بعض الصحف إلى الإشارة إلى البرلمان بأنه "بستمنستر" في محاولة لتشبيهه بوكر الحشرات.

واستقال وزير الدفاع مايكل فالون يوم الأربعاء بشأن سلوك سابق قال إنه كان دون مستوى "المعايير المرتفعة التي تشترطها القوات المسلحة".

ويحقق حزب المحافظين الحاكم مع وزيرين آخرين بخصوص مزاعم سلوك غير لائق ويبحث حزب العمال المعارض والحزب القومي الاسكتلندي تقارير مماثلة بشأن أعضاء فيهما.

* يوحي بالعظمة

يمكن لقاعات البرلمان في قصر وستمنستر بغرفها الفخمة لتناول الشاي ومتاهة الممرات التي تزينها لوحات لساسة ورؤساء وزراء رحلوا منذ زمن بعيد أن تكون مصدرا للإلهام والارتباك بنفس القدر.

فمثل قرية مستقلة بذاتها يوجد بالقصر مكتب بريد ومصفف للشعر وصالة للألعاب الرياضية ومطاعم وحانات. ولا يوجد سبب يذكر لمغادرته. فكثير من العاملين فيه يقضون النهار في مكاتبه والليل في حاناته.

وقال باحث برلماني على موقع جلاسدور الإلكتروني "ثقافة الشراب ممتعة لكنها في الوقت نفسه مثيرة للكآبة قليلا".

إنه خليط شديد الوطأة والتأثير. ونما كثير من العلاقات في بيئة يعمل فيها الناس معا لساعات طويلة عن كثب وكثيرا ما يكون ذلك تحت ضغط.

لكن المزاعم التي ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية تصوره كذلك كبيئة يستشري فيها السلوك غير اللائق وتسودها ثقافة صبيانية تحكمها الأهواء ما يراه فيها شخص مزحة يعتبره آخر إهانة.

وتصف الاتهامات البرلمان بأنه مكان يمكن أن يحدد فيها عضو البرلمان أو الوزير المسيرة المهنية للباحثين والمتدربين والمعاونين الذين يعملون معهم، وتشير إلى أن البعض يخشى على مستقبله إذا رفض التحرش الجنسي.

ورحب كثير من النائبات بفرص التحدث عن خبراتهن التي اخترن إبقاء بعضها سرا لسنوات خشية الانتقام والانتقاد من زملاء أو مسؤولين.

وقالت النائبة العمالية هاريت هارمان للبرلمان هذا الأسبوع "هناك مشكلة واضحة وإنه لشيء جيد أن يتم الكشف عنها... لا أحد يجب أن يضطر للعمل في هذا المناخ المسموم من التحرش الجنسي والمثلي الرخيص".

والفضائح المتعلقة بالساسة البريطانيين ليست حديثة العهد. فقضية بروفومو التي تشمل علاقة جنسية بين جاسوسة سوفيتية ووزير الدولة للحرب ساعدت في إسقاط حكومة المحافظين عام 1963. وبعد ذلك بعشرين عاما استقال المحافظ سيسيل باركنسون من منصبه كوزير للتجارة والصناعة بسبب علاقة مع سكرتيرته تمخضت عن حملها.

لكن فالون أبلغ هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن ما كان "مقبولا قبل 15 و10 أعوام ليس مقبولا بوضوح الآن".

© Reuters. البرلمان البريطاني: هل تحول من مؤسسة تحظى بالاحترام إلى "وكر للرذيلة"؟

وتقترح الحكومة حاليا إجراءات للتصدي للتحرش الجنسي منها تدابير لتطبيق مدونة سلوك وإنشاء آلية مستقلة للتظلم. لكن منتقدين يقولون إن تفاوت السلطة بين النائب والموظف سيظل باقيا ولن يعرف طريقا للنهاية.

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.