من مصطفى محمود
كركوك (العراق) (رويترز) - قالت الشرطة ومصادر طبية إن انتحاريين شنا هجومين على مسجد للشيعة في مدينة كركوك بشمال العراق يوم الأحد مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الأقل وإصابة أكثر من 20.
وهذا أول هجوم من نوعه منذ أن بسطت الحكومة المركزية في بغداد سيطرتها على مدينة كركوك الغنية بالنفط الشهر الماضي وأخرجت منها القوات الكردية التي كانت تسيطر على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وناشد راكان سعيد القائم بأعمال محافظ كركوك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإرسال مزيد من القوات لتأمين المدينة بعد اجتماع للجنة أمن محلية.
وقال في بيان بعد أن ترأس الاجتماع إن القوات المنتشرة من الشرطة وقوات مكافحة الإرهاب غير كافية لتأمين كل المناطق في كركوك مشيرا إلى الحاجة لمضاعفتها.
وأكدت وزارة الداخلية أن الهجومين استهدفا مسجدا للشيعة في شارع أطلس بوسط كركوك وقالت في تقدير أولي عن الضحايا إن قتيلا سقط كما أصيب 16 شخصا.
وشنت الحكومة المركزية في بغداد هجوما يوم 16 أكتوبر تشرين الأول لاستعادة المدينة وأراض أخرى في شمال العراق يتنازع كل من بغداد والأكراد السيادة عليها، وذلك ردا على استفتاء كردي على الاستقلال.
وتقدمت قوات الأمن العراقية صوب المدينة مما اضطر قوات البشمركة الكردية للانسحاب. كما أتاح انسحابهم لبغداد السيطرة على جميع حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال الحكومية في شمال كركوك.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هجومي يوم الأحد لكن التفجيرات الانتحارية من الأساليب المعروفة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مصادر بالشرطة إن الهجومين وقعا متتاليين بفارق زمني بسيط وأضافت أن عدد القتلى قد يرتفع لأن بعض الجرحى حالتهم خطيرة.
وقال ضابط من شرطة كركوك "إنه شارع مزدحم ومكان للباعة الجائلين. الإرهابيون أرادوا قتل عدد كبير من الناس".
وفي واقعة منفصلة، قالت مصادر في الشرطة إن مسلحين مجهولين فتحوا النار بأسلحة خفيفة على دورية للشرطة في شرق كركوك دون أن يسفر ذلك عن ضحايا.
وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قد قالوا إن تنظيم الدولة الإسلامية سيشن على الأرجح هجمات في العراق بعد أن انهارت تقريبا دولة الخلافة التي أعلنها وأضطر مقاتلوه للانسحاب من مساحات شاسعة من الأراضي في غرب وشمال البلاد.
واستعادت قوات الأمن العراقية جميع الأراضي تقريبا التي كان التنظيم المتشدد يسيطر عليها. وما زال القتال جاريا في المناطق الحدودية مع سوريا حيث يتحصن المتشددون في بلدة راوة الصغيرة ومناطق حدودية قريبة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)