كابول (رويترز) - تواجه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) رد فعل غاضبا بعد أن غيرت اسم إحدى صفحاتها على فيسبوك باللغة المحلية إلى ( بي.بي.سي داري) وهو الاسم الرسمي للغة الفارسية المستخدمة في أفغانستان والذي يرفضه في نفس الوقت العديد من الناطقين بالفارسية في البلاد.
وتعرضت صفحة فيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لانتقادات بسبب تغيير الاسم. ويقول العديد من الناطقين بالفارسية إن اسم داري فرضته تاريخيا قبائل البشتون المهيمنة على المنطقة كرفض ضمني لوجود أفغانستان في نطاق العالم الناطق بالفارسية.
ويسلط رد الفعل الضوء على حساسية القضايا اللغوية في أفغانستان وهي بلد تتحدث جماعاته العرقية، ومنها البشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك والتركمان، أكثر من 35 لغة.
ويعيد إلى الأذهان كذلك بعض التوترات المتعلقة بحكومة الرئيس أشرف عبد الغني التي تشكلت بعد انتخابات عام 2014 المتنازع على نتائجها والتي يرى العديد من الطاجيك والهزارة الذين يتحدثون الفارسية إنها تحابي البشتون.
وتختلف اللغة الفارسية التي يتحدثون بها في أفغانستان من حيث اللهجة عن الفارسية التي يتحدثون بها في إيران المجاورة لكنها تتفق معها في أساسيات أخرى وتشبه الفروق بينهما تلك التي بين الفارسية التي يتحدثون بها في فرنسا وتلك التي يتحدثون بها في كندا.
وقال مجيب رحمن رحيمي المتحدث باسم الرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله الذي يستمد حزبه الجماعة الإسلامية التأييد من الطاجيك "لغتي هي الفارسية".
وكتب على صفحته الشخصية على فيسبوك يقول "وقت خيانة لغتنا وثقافتنا قد انقضى. لن نسمح لأحد أن يختار اسما للغتنا".
ولكن لم تكن كل ردود الفعل سلبية ودعم مستخدمون آخرون تغيير الاسم قائلين إنه يعزز الهوية الأفغانية وكتب أحدهم يقول "أنا من أفغانستان ولست من بلاد فارس أو العرق الفارسي".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)