من أنتوني سلودكوفسكي
يانجون (رويترز) - دعا أكبر أسقف كاثوليكي في ميانمار البابا فرنسيس لتجنب استخدام تعبير "الروهينجا" خلال زيارته ميانمار الشهر الجاري والمتوقع أن يثير خلالها الأزمة الإنسانية التي تواجهها الأقلية المسلمة بعد حملة عسكرية في أغسطس آب.
ومن المقرر أن يقوم البابا بالزيارة خلال الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر تشرين الثاني قبل أن يتوجه إلى بنجلادش المجاورة التي يقطنها غالبية مسلمة والتي فر إليها ما يزيد على 60 ألفا من الروهينجا المسلمين.
والبابا فرنسيس أول بابا يزور ميانمار حيث سيلتقي مع زعيمة البلاد أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي ترأس إدارة مدنية تتقاسم السلطة مع قادة عسكريين منذ أقل من عامين. كما سيجتمع مع كبار القادة العسكريين والرهبان البوذيين.
وقال الكاردينال تشارلز ماونج بو لرويترز إن البابا سيتحدث عن ضرورة مساعدة الأقلية المسلمة مضيفا "هم أناس يعانون وهم من بحاجة إلى المساعدة الآن".
وخلال الفترة الماضية استخدم البابا فرنسيس كلمة "الروهينجا" عندما تحدث عن معاناتهم. لكن سو كي طالبت زعماء العالم بعدم استخدام هذا التعبير الذي ترى أنه مؤجج للمشاعر.
وقال بو الذي عينه البابا فرنسيس عام 2015 الكاردينال الأول والأوحد في ميانمار إن القيادات الكنسية في البلاد نصحت البابا بتجنب هذه التسمية التي تثير خلافا.
وقال بو خلال مقابلة في يانجون "طلبنا منه أن يتجنب على الأقل استخدام كلمة الروهينجا لأن خلافا كبيرا يدور حول هذه الكلمة ولا يقبلها الجيش ولا الحكومة ولا الشعب في ميانمار".
لكن بو أضاف أنه لم يتضح بعد ما إذا كان البابا سيمتثل لهذه النصيحة التي يرى أنها ستؤدي إلى عدم تسييس المسألة أو تأييد حق الروهينجا في الحصول على جنسية ميانمار "لكنه يريد فقط تعريف هذه المجموعة التي تسمي نفسها ‘الروهينجا‘".
* أهمية الحوار
قال بو إن من المقرر أن يبرز البابا فرنسيس أهمية حل أزمة اللاجئين من خلال الحوار بين ميانمار وبنجلادش وبمساعدة المجتمع الدولي.
وقال "هم من لا يتمتعون بالمواطنة وغير مرغوب فيهم بصورة أو بأخرى في كلا البلدين".
وأضاف "هم أيضا بشر. لديهم وجه إنساني ويحتاجون أيضا كرامة إنسانية. لذا فالقضاء عليهم أو قتل أحد منهم غير مبرر" واصفا إياهم بتعبير "إخواننا وأخواتنا".
وقال بو إن من المقرر أن يرأس البابا قداسا في يانجون ربما يحضره نحو 200 ألف شخص مضيفا أن البوذيين والمسلمين وغيرهم من الطوائف سيسمح لهم بالحضور.
ومضى قائلا إن عدد الكاثوليك في ميانمار يبلغ 700 ألف تقريبا من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 51 مليونا.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)