عمان (رويترز) - قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني إنه يتوقع أن يبدأ الجيش السوري قريبا في انتزاع السيطرة على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وكذلك شرق سوريا حيث تسيطر فصائل تدعمها الولايات المتحدة على مساحات من الأراضي.
وإيران حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد. وأدلى ولايتي بالتصريحات أثناء زيارته لمدينة حلب التي طرد الجيش السوري مقاتلي المعارضة منها بعد حصار العام الماضي وبمساعدة من طهران.
وركز التحالف العسكري الداعم للأسد، والذي يضم أيضا روسيا وفصائل شيعية مسلحة، جهوده هذا العام على محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في وسط وشرق سوريا.
لكن دمشق تحول نظرها الآن إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات يقودها الأكراد ويدعمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة وظلت تقاتل هي الأخرى الدولة الإسلامية في شمال وشرق سوريا.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله "قريبا سنمشط شرق سوريا ثم منطقة إدلب في الغرب".
وأثنى ولايتي على نجاح حلفاء إيران في المنطقة ومن بينهم جماعة حزب الله اللبنانية وذلك في تصريحات من المرجح أن تثير حنق السعودية إذ مدح ولايتي "خط المقاومة" من طهران إلى بيروت.
وحققت القوات الحكومية السورية بعض التقدم أيضا في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال غرب سوريا وبجوار إدلب وهي منطقة تمثل أكبر معقل متبق لمقاتلي المعارضة.
ونقل الإعلام الحربي التابع لحزب الله عن ولايتي قوله أثناء الزيارة إن تدخل طهران في الحرب الأهلية السورية حال دون اتساع دائرة العنف.
وأضاف الإعلام الحربي نقلا عن ولايتي قوله لمجموعة من المقاتلين المتطوعين الشيعة "خط المقاومة يبدأ من طهران ويعبر من بغداد ودمشق وبيروت ليصل إلى فلسطين".
وقدمت إيران المستشارين العسكريين في بادئ الأمر ثم أصبحت تدرب وتسلح فصائل شيعية دعما للرئيس السوري بشار الأسد ولم يساعد دورها في تشكيل الصراع السوري فحسب بل عزز نفوذها في المنطقة.
* النظام الديني
وللمرة الأولى يمارس النظام الديني الثوري في إيران سلطة قوية في منطقة نفوذ تعرف بالهلال الشيعي وهو أمر تحذر منه قوى عربية سنية خاصة السعودية منذ سنوات.
وقال الإعلام الحربي التابع لحزب الله إن المقاتلين الذين كان ولايتي يتحدث إليهم جاءوا للدفاع عن مرقد السيدة زينب في دمشق مما يجذب آلاف المتطوعين العراقيين والأفغان الشيعة للذهاب إلى هناك قبل تكليفهم على الخطوط الأمامية لقتال جماعات سنية مقاتلة معارضة للأسد.
ويحمل كل المقاتلين الشيعة تقريبا شارة على الزي القتالي وعليها عبارة "لبيك يا زينب".
وزيارة ولايتي هي ثاني زيارة يقوم بها مسؤول إيراني كبير لسوريا في قرابة أسبوعين فيما تعزز إيران من دعمها المعلن للحكومة السورية.
وقام رئيس أركان الجيش الإيراني بزيارة نادرة لسوريا الشهر الماضي حيث حذر إسرائيل من اختراق المجال الجوي السوري والأراضي السورية قبل يوم من زيارته لخط أمامي للقتال قرب مدينة حلب.
وتتهم السعودية وحلفاؤها العرب وإسرائيل طهران بالسعي لمد نفوذها في العالم العربي بهدف شق طريق بري إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا.
وتقول المعارضة السورية أيضا إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا يؤجج الصراع الطائفي وتلقي باللوم على الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران في تغييرات سكانية تسببت في تشريد السنة.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)