من روبين إيموت
بروكسل (رويترز) - أيدت دول حلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء خططا لإنشاء مقرين عسكريين جديدين للمساعدة في حماية أوروبا في حالة نشوب الصراع مع روسيا مما يمهد الطريق أمام أكبر توسع منذ عقود للحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون إن وزراء الدفاع في دول الحلف اتفقوا على إنشاء مقر للقيادة ومقر للدعم اللوجيستي وذلك أملا في تعزيز عامل الردع في مواجهة روسيا وللمساعدة على مواجهة التهديدات في أوروبا بسرعة أكبر.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحفي "هذا أمر مهم لحلفنا على جانبي الأطلسي. يتعلق الأمر بكيفية نقل القوات عبر الأطلسي ونقل القوات عبر أوروبا".
وستناقش التكاليف حتى عام 2018 لكن القاعدتين الإقليميتين الجديدتين تحظيان بدعم واسع وتشيران إلى تركيز الحلف على مهمته التقليدية وهي الدفاع عن أراضيه بعد حملاته خارجها في البلقان وليبيا وأفغانستان في السنوات القليلة الماضية.
وقال دبلوماسيون إن ألمانيا تتوق لاستضافة مركز الدعم اللوجيستي في ضوء موقعها الاستراتيجي في وسط أوروبا مما سيسمح بنقل سريع للعتاد والأفراد عبر الحدود في حالة نشوب صراع.
وذكر الدبلوماسيون أن دولا تطل على مسطحات مائية مثل البرتغال وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة قد تستضيف القيادة الأطلسية مؤكدين على أن القرارات لم تتخذ حتى الآن.
وفي رد على قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم إليها من أوكرانيا عام 2014 نشر حلف شمال الأطلسي قوات بالتناوب في دول البلطيق وبولندا كما عزز وجوده في البحر الأسود وسعى لتحديث قواته.
وأدان الكرملين الذين ينفي أي نوايا لديه للعدوان على أوروبا الخطوة باعتبارها محاولة لتطويق روسيا.
ويقول حلف شمال الأطلسي إن المناورات الحربية التي قامت بها روسيا في سبتمبر أيلول وحشدت خلالها عشرات الآلاف من الجنود على الجانب الشرقي للحلف تمثل سببا آخر يدفعه ليكون أكثر استعدادا لردع موسكو.
وسيغطي مركز القيادة الأطلسية الجديد منطقة شاسعة وستوكل إليه مهمة تأمين الممرات البحرية لنقل التعزيزات الأمريكية إلى أوروبا وسيكون به خبراء في الحرب الإلكترونية إلى جانب الأسلحة التقليدية.
ووصل عدد الأفراد في مراكز قيادة حلف شمال الأطلسي في أوج الحرب الباردة، وكان عددها 33 مركزا، إلى 22 ألفا. وهناك الآن سبعة مراكز فقط لحلف شمال الأطلسي وبها أقل من سبعة آلاف فرد.
وقال مسؤولون إن دول الحلف اتفقت أيضا اليوم الأربعاء على تزويد كبار القادة بأسلحة إلكترونية لاستخدامها في عمليات ومهام عسكرية مما قد يسمح للحلف للمرة الأولى بملاحقة المتسللين الإلكترونيين.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)