💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السعودية تواجه معركة لاستعادة أصول ضمن حملة لمحاربة الفساد

تم النشر 09/11/2017, 17:55
محدث 09/11/2017, 18:00
© Reuters. السعودية تواجه معركة لاستعادة أصول ضمن حملة لمحاربة الفساد

من سعيد أزهر وجوشوا فرانكلين

دبي/زوريخ (رويترز) - أعلنت السعودية أنها ستصادر أموالا وأصولا لعشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المحتجزين ضمن حملة لمحاربة الفساد.

لكن تجربتي مصر وتونس في محاولة استعادة أموال مسروقة توحي بأن الرياض قد تواجه معارك قانونية ودبلوماسية تستمر لسنوات لاستعادة الأصول في الخارج. وحتى في تلك الحالة فإن النجاح ليس مضمونا.

وبموجب مرسوم ملكي تملك لجنة محاربة الفساد، التي احتجزت أمراء ورجال أعمال ووزراء خلال مطلع الأسبوع، سلطة اتخاذ كل الإجراءات التي تراها ضرورية لمصادرة شركات وأموال وغيرها من الأصول دون انتظار نتائج تحقيقات جنائية.

وبدأت بالفعل عملية مراجعة أصول خارجية في منطقة الخليج حيث تتبادل السعودية المعلومات بشكل دوري.

وقالت مصادر مصرفية لرويترز يوم الخميس إن البنك المركزي في دولة الإمارات العربية طلب من البنوك والشركات المالية هناك تقديم معلومات عن حسابات 19 مواطنا سعوديا.

ولم تقدم اللجنة تفاصيل عن المزاعم التي يواجهها المحتجزون لكن مسؤولين سعوديين يقولون إنها تتضمن غسل أموال ورشا وابتزاز واستغلال نفوذ لتحقيق مصالح شخصية.

كما لم تحدد الرياض جدولا زمنيا لعمليات المصادرة لكن مصادر مصرفية تقول إن أكثر من 1700 حساب بنكي داخلي جُمدت بالفعل بطلب من البنك المركزي.

وقدر مسؤول في غرفة التجارة والصناعة بالرياض أنه إذا حاولت اللجنة أن تستعيد كل الإيرادات التي أهدرت بسبب الفساد من الرشا إلى مصادرة الأراضي بشكل غير مشروع فإن المبلغ الإجمالي سيكون 800 مليار دولار.

وتعتقد مصادر مالية أن هناك مبالغ كبيرة من الأموال محفوظة في حسابات مصرفية بالخارج ومحافظ استثمارية وحصص في شركات وعقارات. ويملك الكثير من رجال الأعمال المحتجزين طائرات خاصة بل إن أحدهم يملك طائرة من طراز بوينج 747.

وتقدر دراسة أجراها المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية أن سعوديين أخفوا ثروة تعادل أكثر من 55 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، أو ما يتجاوز 300 مليار دولار، في ملاذات ضريبية أجنبية.

لكن تجربتي مصر وتونس تظهر أنه رغم أن عملية تجميد الأصول يمكن ترتيبها خلال أشهر فإن استعادة الأموال قد تستغرق أعواما.

وحاولت القاهرة دون جدوى لمدة خمسة أعوام استعادة 85 مليون جنيه إسترليني (111 مليون دولار) في حسابات ببنوك بريطانية تعود للدائرة المقربة من الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وقال مسؤولون بريطانيون إنهم مقيدون بالقانون البريطاني الذي يلزم المصريين بتقديم إدانات جنائية أولا.

واستعادت تونس حتى الآن جزءا صغيرا من نحو 35 مليون دولار من سويسرا في أعقاب انتفاضة 2011 التي ألهمت الربيع العربي.

*أدلة مفصلة

هناك سوابق قد تمنح السعودية بارقة أمل في أنها قد تتمكن من استعادة الأموال.

ففي العام الماضي وقعت نيجيريا وسويسرا اتفاقا يمهد الطريق لاستعادة أكثر من 300 مليون دولار صودرت من أسرة حاكم نيجيريا العسكري السابق ساني أباتشا.

وأدت طلبات من مصر وتونس وليبيا وسوريا إلى تجميد السلطات السويسرية لأصول قيمتها مليار فرنك سويسري (مليار دولار أمريكي).

ولكن مساعي مصر وتونس لاستعادة الأموال تعثرت بسبب شرط بتقديم أدلة يمكن القبول بها في الأنظمة القانونية الغربية تثبت ملكية المنتفعين من الأصول وتظهر وقوع فساد. وكثيرا ما تكون الأصول محفوظة في أدوات خارجية معقدة مما يجعل من الصعب معرفة من يملكها بالفعل.

وقال كارلو لامبورديني وهو محام مصرفي وأستاذ في القانون المصرفي بجامعة لوزان إنه سيتعين على الرياض أن تقدم أدلة مفصلة تظهر كيف تم الحصول على الأموال لمصادرة أصول من سويسرا لأسباب تتعلق بالفساد.

وقال "ثم هناك مسألة ما إذا كان بوسع الأفراد في السعودية الدفاع عن أنفسهم وإن كانوا يتمتعون بدفاع ملائم".

وسيتعين على مسؤولين سعوديين أن يشهدوا أمام سلطات سويسرية بأن ملاك الأصول نالوا حقوقهم القانونية. وقد يكون هذا صعبا في ظل سرعة الحملة ونطاقها والسلطات الهائلة التي مُنحت للجنة محاربة الفساد.

وقال المدعي العام السعودي يوم الاثنين دون الخوض في تفاصيل إن الاستجواب المفصل للمعتقلين تمخض عن قدر كبير من الأدلة. ولم يرد مسؤولون سعوديون كبار على طلبات للحصول على معلومات عن التحقيق.

وقال محام مقيم في الخليج ومطلع على قضايا الفساد الدولي إن هناك قناتين يمكن أن تسعى السعودية من خلالهما لاستعادة الأصول بالخارج.

وفي الحالات التي وقعت فيها الرياض معاهدة أو ميثاق مع دولة أجنبية فإنها تستطيع استخدام ذلك للحصول على مساعدة في جمع الأدلة قبل أن تسعى لمصادرة الأصول عن طريق النظام القضائي. لكن السعودية لم توقع مثل هذه المعاهدة مع الولايات المتحدة أو سويسرا ودول كثيرة أخرى.

وبوسع السعودية أيضا أن تبعث خطاب طلب إلى وزارة معنية في دولة أخرى. وسيكون هذا اختبارا لنفوذها الدبلوماسي في عواصم أجنبية.

ومن بين المحتجزين رجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال الذي قدرت مجلة فوربز ثروته قبل الحملة بواقع 17 مليار دولار ومحمد العمودي الذي يصل حجم ثروته إلى 10.4 مليار دولار من شركات إنشاءات وزراعة وطاقة يملكها في السويد والسعودية وإثيوبيا بالإضافة إلى رجل الأعمال صالح كامل الذي تقدر ثروته بنحو 2.3 مليار دولار.

ويقول بعض المصرفيين والمستشارين إن استعادة الأصول قد تكون صعبة لدرجة قد تدفع الرياض لمحاولة تفادي التحرك القانوني الأجنبي برمته في الكثير من الحالات واللجوء بدلا من ذلك إلى عقد صفقات مع الأمراء ورجال الأعمال المحتجزين تعطي شرعية لثرواتهم مقابل نصيب منها.

وقال أيهم كامل مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا الاستشارية في مذكرة "الحكومة ستعقد أيضا صفقات مع رجال أعمال وشخصيات ملكية لتفادي الاحتجاز لكن فقط في إطار التزام أكبر بالاقتصاد المحلي".

© Reuters. السعودية تواجه معركة لاستعادة أصول ضمن حملة لمحاربة الفساد

(الدولار = 07641 جنيه إسترليني)

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.