من شادية نصرالله
فيينا (رويترز) - ذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين أن الأنشطة النووية الإيرانية لا تزال ضمن الحدود الأساسية التي فرضها الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع ست قوى عالمية.
وهذا أول تقرير يصدر منذ أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي التصديق على التزام إيران بالاتفاق.
والتزمت إيران بكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي شلت اقتصادها. وقام مفتشون من الوكالة بالتحقق مرارا من التزام طهران بالجوانب الأساسية في الاتفاق.
كان ترامب قد وصف الاتفاق، الذي أبرمته إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق". ولم يشكل قرار ترامب انسحابا أمريكيا من الاتفاق لكنه أثار القلق بشأن احتمالات صموده.
ويعني إجراء ترامب، الذي يتناقض مع التزام الأطراف الأخرى بالاتفاق، أنه ينبغي للكونجرس أن يتخذ قرارا بحلول منتصف ديسمبر كانون الأول بشأن ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات الاقتصادية التي ألغيت بموجب الاتفاق.
وإذا أعاد الكونجرس فرض العقوبات فإنها ستمثل انتهاكا أمريكيا للاتفاق مما قد يترتب عليه انهياره.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن طهران ستلتزم بالاتفاق النووي ما التزمت به الأطراف الأخرى الموقعة عليه لكنها "ستمزقه" إذا انسحبت منه واشنطن.
وإذا انهار الاتفاق فإنه سيعزز موقف المتشددين المعارضين للرئيس الإيراني حسن روحاني الذي فتح قنوات دبلوماسية مع القوى الغربية لإتاحة المجال للدبلوماسية في المسألة النووية بعد سنوات من المواجهة.
وقال تقرير سري للوكالة، جرى إرساله إلى الدول الأعضاء بها واطلعت عليه رويترز، إن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب حتى الخامس من نوفمبر تشرين الثاني بلغ 96.7 كيلو جرام وهو أقل من حد 202.8 كيلو جرام المسموح به كما أن مستوى التخصيب لم يتجاوز الحد 3.67 في المئة.
أما مخزون إيران مما يطلق عليه الماء الثقيل فقد بلغ 114.4 طن متري وهو أقل من الحد 130 طنا المتفق عليه مع الأطراف الموقعة على الاتفاق.
وتهدف القيود على مستوى التخصيب والمخزون من اليورانيوم والماء الثقيل إلى ضمان عدم جمع إيران مواد بدرجة نقاء تكفي لإنتاج قنبلة نووية. وتحتاج القنبلة إلى يورانيوم بدرجة نقاء 90 في المئة.
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قال لرويترز في سبتمبر أيلول إنه سيرحب بتوضيح من القوى العالمية بشأن كيفية مراقبة الوكالة لتنفيذ إيران لما يسمى "بالقسم تي" من الاتفاق النووي وهو الجزء المعني ببعض التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في تطوير قنبلة ذرية.
وانتقدت روسيا رقابة الوكالة على شروط "القسم تي" لكن تقرير يوم الاثنين قال إن الوكالة الدولية تحققت من التزام إيران بهذا الجزء.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)