💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجل في الأخبار-سعد الحريري .. سياسي كبلته أغلال قوى خارجية أكبر منه

تم النشر 14/11/2017, 16:11
© Reuters. رجل في الأخبار - سعد الحريري .. سياسي كبلته أغلال قوى خارجية أكبر
CL
-
EMAR
-

من أنجوس ماكدوال

بيروت (رويترز) - كانت الطريقة التي استقال بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في كلمة بثها التلفزيون من السعودية أقوى مثال يسلط الضوء على الأغلال السياسية التي كبلته طوال وجوده في سدة الحكم.

فكل القرارات المهمة للحريري، الذي لم يكن دخوله المعترك السياسي أمرا متوقعا، كانت مدفوعة بعوامل خارجة عن سيطرته. فقد دخل عالم السياسة بعد اغتيال والده رفيق الحريري في 2005 وخدمت استقالته جدول أعمال الرياض.

واعتماد الزعماء السياسيين على رعاة خارجيين أقوياء ليس بالأمر الجديد على لبنان الذي لطالما كان ساحة تتعارك فيها قوى إقليمية مثل السعودية وإيران لتحقيق مكاسب سياسية.

لكن قضية الحريري، الذي يعتقد كثير من اللبنانيين أنه جرى استدعاؤه للعاصمة السعودية وإرغامه على الاستقالة ووضعه رهن الإقامة الجبرية- وهو ما نفاه الحريري-، تسلط الضوء على نموذج للضغط الخارجي المفرط حتى بالمعايير اللبنانية المرتفعة.

وفي مقابلة تلفزيونية مساء الأحد قال الحريري إنه سيعود إلى لبنان خلال الأيام المقبلة وربما يعيد النظر في استقالته. لكن حتى إذا فعل ذلك، فإن أحداث الأيام العشرة الأخيرة تظهر كيف ستظل القرارات التي تتخذ خارج حدود لبنان تحدد دوره.

وتضمن بيان الاستقالة المفاجئ يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، الذي زج بلبنان في براثن أزمة سياسية جديدة، قائمة طويلة من الشكاوى السعودية بشأن سلوك إيران وحزب الله حليفها في لبنان.

وقال الحريري إن إيران وحزب الله يبثان الفتنة في العالم العربي.

ولكونه حليفا للرياض في وقت يشهد تنامي قوة خصومها، كان الحريري بالفعل يشارك في لعبة السياسة المعقدة في لبنان من موقف ضعف.

فقبل نحو عام وبعد قضاء سنوات بالخارج وافق على الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية مع الرئيس ميشال عون، وهو خصم سابق وحليف لحزب الله الذي انضم أيضا إلى الائتلاف.

كان هذا حلا وسطا قال الحريري إنه ضروري لإنهاء حالة الشلل السياسي ذي الصبغة الطائفية في لبنان. وكان الحل صعبا أيضا على المستوى الشخصي لأن الحريري يتهم حزب الله باغتيال والده.

وبدا الحريري ملتزما بهذا الحل الوسط حتى اللحظة التي توجه فيها إلى الرياض يوم الثالث من نوفمبر تشرين الثاني بعد أن أبلغ مسؤولين بخططه لإجراء مناقشات لدى عودته يوم الاثنين التالي.

وسبق أن قبلت السعودية بصفقة الحريري السياسية في لبنان. لكن تباهي إيران بنجاحاتها مع حزب الله في حربي سوريا واليمن على حساب حلفاء السعودية ربما أدى إلى تغيير حسابات المملكة.

وبعد يوم من سفره للرياض ظهر الحريري على شاشات التلفزيون ليتلو بيان الاستقالة.

ويوم الثلاثاء قال تلفزيون العربية إن البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي اجتمع يوم الثلاثاء مع الحريري خلال زيارة تاريخية للسعودية. ولم ترد أي تفاصيل عما دار في اللقاء.

وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء إن بلاده تأمل في استمرار الحريري رئيسا لوزراء لبنان ونفى أن تكون استقالته جاءت بعد اجتماع بينهما اتسم بالتوتر في بيروت.

وقال ولايتي إن بلاده تأمل في عودة الحريري إلى لبنان والاستمرار في منصبه رئيسا للوزراء "إذا كان القانون اللبناني يسمح بذلك".

* باسم الأب

تستند مسيرة الحريري المهنية على دعم دول خليجية واستغلال ثروة أسرته- حيث ينفق مبالغ كبيرة منها في لبنان لتمويل شبكة إعلامية وتقديم تبرعات خيرية لتأمين دعم واسع - بالإضافة إلى مشاعر الاحترام التي يكنها كثير من اللبنانيين لوالده الراحل.

وقال في خطاب استقالته "نحن نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي شابت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

ووفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان يتعين أن يكون رئيس الوزراء سنيا، وساهم الحريري الأب في جعل اسم أسرته بارزا بين اللبنانيين السنة.

وأسس رفيق الحريري إمبراطورية أعمال في السعودية بدعم من الأسرة الحاكمة وعاد إلى لبنان ليعيد إعمار (DU:EMAR) البلاد عندما وضعت الحرب الأهلية هناك أوزارها عام 1990 حيث شغل منصب رئيس الوزراء لفترتين. لكن السيارة الملغومة التي أودت بحياة رفيق الحريري لم تترك للابن خيارا يذكر سوى القيام بدور لم يكن ينشده من قبل وهو دور الزعيم السياسي.

وقبل أن يخوض غمار المشهد السياسي المتقلب في لبنان كان سعد يعيش حياة مترفة وهو يدير إمبراطورية والده. ونشأ سعد في السعودية ويحمل جنسية المملكة.

وساهم الغضب من اغتيال الحريري الأب في تحقيق حركة المستقبل التي يقودها الحريري الابن النصر في الانتخابات بعدها بخمسة أشهر. واختار الحريري حليفا سياسيا لتولي منصب رئيس الوزراء ولم يشغل المنصب بنفسه إلا عام 2009.

كانت هذه أول حكومة تقودها فصائل تعارض نفوذ سوريا وبالتبعية حلفائها إيران وحزب الله منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وبلغت تلك المعارضة ذروتها عام 2008 عندما حاولت الحكومة مصادرة شبكة اتصالات حزب الله مما أدى لاندلاع معارك في شوارع بيروت فازت فيها الحركة الشيعية المدججة بالسلاح.

وتوسطت قطر للتوصل إلى حل وسط تولى الحريري بموجبه منصب رئيس الوزراء في حكومة ائتلافية تضمنت حزب الله. لكن الجماعة الشيعية انسحبت في 2011 مما أدى لانهيار الحكومة.

* تقلص النفوذ

ومع تفاقم التوتر بشأن الحرب في سوريا غادر الحريري لبنان وأمضى معظم وقته في السنوات التي تلت ذلك في الخارج حتى عودته قبل أشهر من الانضمام إلى حكومة جديدة العام الماضي.

لكن نفوذه ونفوذ راعيته السعودية تضاءل. واعتبر كثيرون في لبنان تشكيل حكومة الحريري العام الماضي إقرارا بالهيمنة السياسية لإيران وحزب الله.

وبدا نفاد صبر السعودية إزاء الحريري واضحا في مصير شركة سعودي أوجيه التي تملكها عائلة الحريري والتي لطالما دعمت ملياراتها الدور السياسي للعائلة في لبنان.

وفي ظل التوزيع الجديد للسلطة في السعودية في عهد الملك سلمان وابنه الطموح الأمير محمد وهبوط أسعار النفط بشكل ألحق ضررا بماليات المملكة، بدت الحكومة السعودية أقل استعدادا لطرح مشاريع حكومية كبيرة من أجل إثراء بعض حلفائها.

وعندما انتهت أول فترة ولاية للحريري في عام 2011 قال في مقابلة مع صحيفة إنه في لبنان لا ينتهي الأمر بالنسبة لأي أحد أبدا.

وقال مصدر في معسكره إنه ما زال من الممكن التوصل لحل وسط لعودته إلى بيروت رئيسا للوزراء إذا نأى عون بنفسه عن الدور الذي يلعبه حزب الله في المنطقة.

وقد يرضي أي تصريح من هذا النوع من جانب عون السعودية بعض الشيء لكنه لن يضع الحريري في موقف أقوى من ذي قبل.

فبعد تنحيه بهذا الشكل العلني لاسيما من الخارج أصبح اعتماده على الرياض واضحا للعيان. بل إن خصومه في لبنان سخروا من لهجته أثناء إلقاء خطاب الاستقالة باعتبارها سعودية أكثر منها لبنانية.

© Reuters. رجل في الأخبار - سعد الحريري .. سياسي كبلته أغلال قوى خارجية أكبر

أما الملصقات التي ظهرت في شوارع بيروت تحمل شعار "نحن معك" فقد بدت تضامنا مع رهينة سياسي أكثر منها تعبيرا عن تأييد شعبي.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.