من ستيفن كالين
الرياض (رويترز) - عبر البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يقوم حاليا بزيارة تاريخية للسعودية عن تأييده للأسباب التي دفعت سعد الحريري للاستقالة من رئاسة وزراء لبنان.
والتقى الراعي مع الحريري حليف السعودية الذي استقال في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني الجاري في خطوة اعتبرها ساسة لبنانيون كبار رضوخا منه لضغوط من الحكومة السعودية. وقال الحريري إن استقالته جاءت بسبب مؤامرة لاغتياله واتهم إيران وجماعة حزب الله اللبنانية بنشر الفتنة في العالم العربي. ونفى ما تردد من وجود قيود على تحركاته.
كما التقى الراعي مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار الزيارة التي جرى التخطيط لها قبل الأزمة السياسية اللبنانية الناجمة عن استقالة الحريري.
ونقلت قناة العربية التلفزيونية عن الراعي قوله إن الحريري سيعود في أقرب وقت ممكن وإنه يؤيد أسباب استقالة الحريري.
وفي تغريدة على تويتر قال الحريري "يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا راجع هل (خلال) يومين... عيلتي قاعدة (أسرتي باقية) ببلدها المملكة العربية السعودية".
ودفعت الأحداث الأخيرة لبنان مجددا إلى واجهة الصراع بين السعودية وإيران.
وتعتبر الزيارة الرسمية لرجل دين كبير غير مسلم مثل الراعي انفتاحا دينيا نادرا من قبل السعودية التي يوجد على أرضها أهم المقدسات الإسلامية ولا تسمح لغير المسلمين بممارسة طقوسهم علنا.
ويقول الأمير محمد بن سلمان إنه يرغب في انفتاح المملكة أكثر على العالم.
وبجانب تطبيق إصلاحات اقتصادية جذرية تعهد الأمير البالغ من العمر 32 عاما بتخفيف الأعراف الاجتماعية الصارمة والعودة إلى ما وصفه بالإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب.
تسامح ديني
والراعي هو بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للمراونة. وللكنيسة المارونية وجود في لبنان وسوريا وقبرص.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الراعي ناقش خلال لقائه مع العاهل السعودي "أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم".
وتبنى ولي العهد السعودي نهجا أكثر تشددا تجاه إيران منذ توليه مسؤوليات واسعة خلال العامين الماضيين منها عمله وزيرا للدفاع. وتخوض المملكة حربا منذ نحو عامين في اليمن ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ويدعم الأمير محمد مزيدا من الحريات الاجتماعية في بلد ظلت السلطة فيها معتمدة على توافق بين العائلة الحاكمة ورجال الدين المتحكمين في المنهج الوهابي الذي نشأ بالأساس في السعودية.
وجرى بالفعل تقليص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخفيف قيود الاختلاط بين الجنسين من غير المحارم كما منحت المرأة حق قيادة السيارة بدءا من العام المقبل.
والراعي هو ثاني بطريرك مسيحي يزور السعودية بعد زيارة مماثلة في عام 1975. وقال الراعي إن الدعوة الأصلية لهذه الزيارة وصلته عام 2013 من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)