بيروت (رويترز) - أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء أنه يمكن لفرنسا لعب دور بناء في الشرق الأوسط باتباع "نهج واقعي وحيادي".
وتصاعد التوتر بين إيران وفرنسا الأسبوع الماضي بعدما قال ماكرون إن على طهران أن تكون أقل عدوانية في المنطقة ويجب عليها توضيح برنامجها للصواريخ الباليستية.
وقالت وسائل إعلام إيرانية حكومية إن روحاني أبلغ ماكرون أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لتطوير علاقاتها مع فرنسا فيما يتعلق بجميع القضايا الثنائية والإقليمية والدولية على أساس الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة.
وتحدث روحاني عن "نزعة المغامرة لدى بعض الأمراء الذين يفتقرون إلى الخبرة في المنطقة" -في إشارة إلى السعودية المنافس الإقليمي لإيران - وقال إن فرنسا يمكنها القيام بدور إيجابي في تخفيف التوترات.
وتابع قائلا "نحن ضد المغامرات وخلق الانقسامات في المنطقة ونعتقد أن فرنسا، بالحفاظ على صوت مستقل وموقفها في المنطقة، يمكنها القيام بدور مثمر، باتباع نهج واقعي وحيادي".
ووجه وزراء خارجية السعودية ودول عربية أخرى انتقادات إلى إيران وحزب الله اللبناني المتحالف معها، أثناء محادثات في القاهرة يوم الأحد ودعوا إلى تشكيل جبهة موحدة للتصدي للنفوذ الإيراني.
وأكد روحاني أيضا على أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان في اتصاله الهاتفي مع ماكرون وأشار إلى ما وصفه بالتهديد الذي تشكله إسرائيل.
وقال روحاني "حزب الله جزء من شعب لبنان ومحبوب جدا في بلده. أسلحته دفاعية فقط ولا تستخدم إلا في مواجهة هجوم محتمل".
ومضى يقول "يتعين علينا الآن أن نسعى لأن تتمكن الجماعات اللبنانية، في ظل الأمن، من تشكيل حكومة يمكنها أن تساعد في تقدم البلاد".
وحاول ماكرون التوسط في أزمة إقليمية اندلعت بعد أن أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته على شاشات التلفزيون من السعودية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني متهما طهران وحزب الله، المشارك في حكومته الائتلافية، بزرع الفتنة في الشرق الأوسط.
ودعت فرنسا حزب الله للتخلي عن سلاحه. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين يوم الثلاثاء "مطالب فرنسا من حزب الله معروفة تماما. تماشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، نريد منه التخلي عن سلاحه والتصرف كحزب يحترم بشكل كامل سيادة الدولة اللبنانية".
وقالت مصادر حكومية لبنانية لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن السعودية أجبرت الحريري على تقديم استقالته لأنه لم يكن مستعدا لمواجهة حزب الله. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه لن يقرر ما إذا كان سيقبل الاستقالة حتى يعود الحريري إلى لبنان ويشرح موقفه.
ونفت السعودية أن تكون احتجزت الحريري رغم إرادته أو أجبرته على الاستقالة. وغادر الحريري السعودية لزيارة فرنسا في مطلع الأسبوع ومن المتوقع أن يعود إلى لبنان لحضور الاحتفالات بيوم الاستقلال التي ستقام يوم الأربعاء.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)