من عمر فهمي وباتريك ماركي
القاهرة (رويترز) - قال مسؤولون مصريون يوم السبت إن المسلحين الذين هاجموا مسجدا في محافظة شمال سيناء يوم الجمعة رفعوا راية تنظيم الدولة الإسلامية وهم يطلقون النار من باب المسجد ونوافذه ويقتلون أكثر من 300 مصل بينهم 27 طفلا.
وإلى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن قوات الأمن تحارب منذ عام 2013 جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء تعد أحد الفروع الباقية من التنظيم بعد الهزائم التي ألحقتها به قوات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وصدم الهجوم على المسجد المصريين ودفع حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تشديد إجراءات تأمين دور العبادة والمباني المهمة وإعلان الحداد ثلاثة أيام على أرواح قتلى الهجوم الذي يعد الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.
ونسبت النيابة العامة في بيان، اقتطف من شهادات مصابين استجوبهم فريق من أعضائها في نطاق التحقيقات التي تجريها، الهجوم على مسجد الروضة في منطقة بئر العبد غربي مدينة العريش إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف أيضا بداعش.
وقال البيان إن المهاجمين فاجأوا المصلين وأن "عددهم يتراوح بين 25 و30 عضوا تكفيريا يرفعون علم داعش وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة يحملون الأسلحة الآلية".
ووصل المهاجمون الذين كانوا يرتدون ملابس تشبه الزي العسكري وكان بعضهم ملثمين إلى المسجد في خمس سيارات دفع رباعي وطوقوه ثم أخذوا في إطلاق النار مما جعل المصلين المذعورين يتساقطون فوق بعضهم البعض بينما يحاولون الهرب.
وكان شهود قالوا يوم الجمعة إن المسلحين فجروا عبوة ناسفة بعد أن فرغ المصلون من صلاة الجمعة وأطلقوا النار على المصلين المتدافعين إلى خارج المسجد كما أطلقوا الرصاص على سيارات الإسعاف وأشعلوا النار في سيارات المصلين لإغلاق الطرق.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية يوم الجمعة صورا لمصابين تلطخ الدماء وجوههم وأجسامهم وجثث عليها أغطية في المسجد.
وقال مصاب يدعى مجدي رزق إن جميع من في المسجد تدافعوا وتساقطوا عندما بدأ إطلاق النار. وأضاف أنه استطاع الهرب واصفا من أطلقوا النار صوبه بأنهم كانوا ملثمين يرتدون الزي العسكري.
* قوة غاشمة
يمثل استهداف مسجد تغييرا في أسلوب متشددي شمال سيناء الذين اعتادوا مهاجمة قوات الجيش والشرطة والكنائس ومسيحيين في طريقهم إلى أديرة.
وقالت مصادر محلية إن بعض المصلين صوفيون تعتبرهم تنظيمات مثل الدولة الإسلامية مرتدين. واستهدفت الدولة الإسلامية صوفيين وشيعة في دول أخرى مثل العراق.
وكذلك هاجم متشددو شمال سيناء أفراد قبائل محلية قائلين إنهم يتعاونون مع الجيش والشرطة.
وتعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعتبره مؤيدوه حصنا ضد الإسلاميين المتشددين باستخدام "قوة غاشمة" ضد منفذي هجوم صلاة الجمعة. وكان الأمن أحد أسباب التأييد للسيسي ومن المتوقع أن يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل.
وقال الجيش المصري إنه شن ضربات جوية ونفذ مداهمات الليلة الماضية استهدفت مخابئ وسيارات منفذي الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل حول عددهم.
وقال السيسي يوم الجمعة "كل اللي بيتم دا محاولة لإيقافنا عن جهودنا في محاربة الإرهاب".
وجاء الهجوم في وقت تسعى فيه الحكومة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية واستكمال تنفيذ برنامج الإصلاح الذي يطالب به صندوق النقد الدولي للمساعدة في إحياء الاقتصاد الذي تدهور خلال فترة عدم الاستقرار عقب انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ولوقت طويل كانت منطقة شمال سيناء التي تمتد شرقا من قناة السويس إلى قطاع غزة وإسرائيل تسبب صداعا لقوات الأمن المصرية وهي منطقة استراتيجية بالنسبة للقاهرة بسبب حساسية الحدود المتاخمة لها.
وفي وقت من الأوقات كانت جماعة أنصار بيت المقدس موالية لتنظيم القاعدة لكنها انشقت عنها وأعلنت البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية في 2014.
وتصاعد العنف في سيناء بعدما أعلن السيسي عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 2013 بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)