من كاي جونسون وآصف شاهزاد
إسلام أباد (رويترز) - عندما وقع إسلاميون متشددون في باكستان اتفاقا مع الحكومة يوم الاثنين لإنهاء حصار أثر بشدة على الحركة في عاصمة البلاد جاء في نهاية نص الاتفاق شكر لقائد الجيش لأنه "أنقذ الشعب من كارثة كبرى".
وأثار الإسهاب في الثناء على دور الجنرال قمر جاويد باجوا كوسيط بعض القلق بين الساسة المعتدلين وانتقادات من قاض في إسلام أباد حيث كانت الحكومة قد استدعت الجيش قبل 36 ساعة لاستعادة النظام العام بعد أن اشتبكت الشرطة مع الإسلاميين المعتصمين.
وكان سبعة أفراد قتلوا وأصيب ما يقرب من 200 في عملية فاشلة قادتها الشرطة لفض المحتجين الذين اتهموا أحد وزراء الحكومة بالكفر.
وبدلا من الدفع بقوات الجيش طلب الجنرال باجوا الاجتماع مع رئيس الوزراء شاهد خاقان عباسي يوم الأحد. وفي اليوم التالي استسلمت الحكومة ولبت معظم مطالب المحتجين.
وأصدر قاض بالمحكمة العليا أمرا يوم الاثنين طالب فيه الحكومة بتوضيح أسباب قيام الجيش بالمساعدة في التفاوض على الاتفاق. وقال القاضي شوكت عزيز صديقي إن الجيش تجاوز فيما يبدو صلاحياته الدستورية التي تقتضي أن "يتحرك لدعم الحكومة المدنية عندما يطلب منه ذلك".
ويخشى معارضون تدخل الجيش في السياسة بدلا من اتباع أوامر الحكومة المدنية.
وقال المحلل السياسي زاهد حسين "وظيفة الجيش هي أن يتبع أوامر الحكومة. أما دور الجيش كوسيط فقد أثار العديد من الأسئلة".
وقال متحدث باسم الحزب الحاكم إن الجيش والحكومة تصرفا بالتشاور وإن الجيش لم يمتنع عن تنفيذ أوامر الحكومة. ولم يظهر من الأدلة ما يتناقض مع هذا التصريح. ولم يرد الجيش على طلبات متكررة للتعليق.
وكانت حركة لبيك الإسلامية المتشددة التي تشكلت مؤخرا قد قامت بسد الطرق الرئيسية المؤدية إلى إسلام أباد لقرابة ثلاثة أسابيع مطالبة باستقالة الوزير.
واتهمت الحركة الوزير بتغيير صياغة في قانون انتخابي عدلت صيغة الشهادة بأن الرسول محمد هو خاتم الأنبياء واعتبرت ذلك كفرا. وعزت الحكومة المشكلة إلى خطأ أحد صغار الموظفين وسارعت إلى إعادة الصياغة الأصلية.
ويعاقب القانون الباكستاني المساس بالرسول بالإعدام كما أن اتهامات الكفر تلهب المشاعر لدرجة يتعذر معها الدفاع عن المتهم.
وفي الأسبوع الماضي أمرت المحكمة العليا الحكومة بفض المحتجين دون استخدام الأسلحة النارية.
وقال القاضي صديقي يوم الاثنين إنه لمن المزعج أن يوقع الميجر جنرال فايز حميد الاتفاق بصفته وسيطا. وأكد اثنان من المسؤولين العسكريين أن الجنرال حميد عضو كبير في جهاز الاستخبارات الذي يتولى مكافحة الارهاب.
وروى كاظم حسين رضوي زعيم حركة لبيك روايته لدور الجيش في إنهاء الاعتصام في مؤتمر صحفي يوم الاثنين فقال "اهتم الجنرال بصفة شخصية وأرسل فريقه وقال ‘سنكون الضامنين ونحقق لكم مطالبكم‘ فقلنا ‘فليكن. هذا ما نريده‘".
وكانت التوترات بين الجيش والحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف قد خرجت إلى العلن في بعض الأحيان.
فقد قالت مصادر حكومية لرويترز إن شريف رفض في العام الماضي خطة قدمها الجيش لإشراك بعض الجماعات الإسلامية المتشددة من بينها حركة لبيك في الحياة السياسية.
ونفت الحركة وجود أي صلات تربطها بالجيش وامتنع الجيش في ذلك الوقت عن التعقيب على ذلك التقرير.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)