من ستيف شيرر
روما (رويترز) - قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن تسجيل فيديو يعرض على ما يبدو رجالا يجري بيعهم كعبيد في مزاد بالعاصمة الليبية طرابلس يضع تاريخا طويلا من الانتهاكات بحق اللاجئين والمهاجرين هناك على الأجندة الدولية.
كانت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية بثت في وقت سابق من نوفمبر تشرين الثاني تسجيل فيديو غير واضح يظهر فيه رجال تجري المزايدة عليهم على ما يبدو لبيعهم كعمال لمشترين ليبيين مقابل 400 دولار للفرد وهو ما تسبب في موجة غضب في أوروبا وأفريقيا.
وروى مهاجرون وصلوا إلى أوروبا عبر البحر قصصا عن تعرضهم للاختطاف والسجن والعمل الإجباري دون أجر لمدة سنوات.
وقال جراندي لرويترز في روما "للأسف هذه الانتهاكات المروعة التي أثبتها هذا الفيديو واتضحت للعالم برمته ليست جديدة".
وأضاف "فضل هذا الفيديو هو أنه وضع هذه القضية الآن على الأجندة الدولية".
استدعت بعض الدول الأفريقية سفرائها لدى ليبيا بعد نشر الفيديو، وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة القضية بعدما وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات شديدة "للجرائم ضد الإنسانية" في ليبيا.
وقال جراندي "أخيرا نسمع السلطات، السلطات الليبية والمجتمع الدولي، تتحدث عن إجراءات عملية وعن سبل التعامل مع هذه الانتهاكات ومحاولة وقفها ومحاولة إيجاد حلول للناس الذين تضرروا منها".
ووصل أكثر من نصف مليون مهاجر معظمهم من مناطق حرب في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أوروبا عبر البحر انطلاقا من السواحل الليبية خلال الأعوام الأربعة الأخيرة وجلبوا معهم العديد من القصص عما تعرضوا له من انتهاكات.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قالت في ابريل نيسان إنها حصلت على معلومات تفيد بوجود نشاط أشبه "بسوق عبيد" في ليبيا والنيجر.
* مركز عبور
بعد شهور من المفاوضات وافقت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة والتي يقع مقرها في طرابلس على فتح مركز عبور للاجئين المحتاجين من المقرر استخدامه لإيواء الناس قبل إمكانية إعادة توطينهم أو إجلائهم إلى بلد آخر.
وقال جراندي إنه يلزم إقامة المزيد من هذه المراكز وإن المفوضية تحتاج لتسهيلات للوصول إلى مراكز الاحتجاز التي تديرها حكومة طرابلس.
وتابع "سنحتاج لإقامة منشآت أخرى (للعبور) على الأرجح. وسنحتاج أيضا إلى تسهيل الوصول ...إلى مراكز الاحتجاز للقيام بما علينا".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)