من مصطفى سالم و محمد عبد الغني
الروضة (مصر) (رويترز) - عاد مواطنون أصيبوا في هجوم على مسجد في شمال سيناء بمصر إلى موقع المجزرة لأداء صلاة الجمعة وحث شيخ الأزهر الجيش على القضاء على "الوباء السرطاني الخبيث" في إشارة إلى التشدد.
وقال أحد المصلين إن القرية بأكملها أبيدت في الهجوم الذي وقع الجمعة الماضية على مسجد الروضة قرب مدينة بئر العبد وأدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة نحو مئة في أكبر هجوم دموي من نوعه في تاريخ مصر الحديث.
وتمكن بعض هؤلاء المصابين من الوصول إلى المسجد الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة وأدوا صلاة الجمعة وتذكروا محنتهم على يد من يشتبه في أنهم إسلاميون متشددون. وفجر المهاجمون قنبلة ثم فتح عشرات المسلحين النار على المصلين.
وقال مجدي رزق وهو معلم أصيب في الهجوم إن المسلحين استهدفوا المصلين دون تمييز.
ووصف الحادث قائلا "مش مجرد عملية ترهيب أو عملية قرص ودن (أذن) زي ما بنقول... إبادة شاملة للي داخل والخارج والقادم من الشارع والقادم للجامع واللي بيهرب حتى من الجامع لم يتركوه".
وقال إسماعيل إنه فقد أبيه وأخيه وعمه وابن عمه في الهجوم.
وروى ما حدث قائلا "كنت قاعد برة الجامع... جريت على طول... لما جيت لقيت أبويا وعمي وابن عمي وأخويا (قتلى).. أربعة".
وقال أحد سكان القرية "القرية أبيدت بالكامل... 17 واحد من عائلة واحدة... بس نحتسبهم عند الله".
وعزز الجيش من إجراءات الأمن وأقام نقاط تفتيش على الطرق المؤدية للقرية والمسجد يوم الجمعة ووقف جندي على مئذنة المسجد يراقب الموقف الأمني حوله.
* الدولة الإسلامية
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن فرعا لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء هو المشتبه به الأول في الحادث.
وتشن تلك الجماعة منذ سنوات هجمات على قوات الأمن المصرية وشنت في الآونة الأخيرة هجمات على كنائس.
وتعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتكثيف الجهود للقضاء على المتشددين الإسلاميين في سيناء وأمر رئيس أركان الجيش باستخدام "كل القوة الغاشمة" لتأمين شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر.
وحث شيخ الأزهر أحمد الطيب القوات المسلحة على محاربة التشدد الإسلامي والقضاء عليه في كلمة ألقاها عقب صلاة الجمعة التي بثها التلفزيون على الهواء من مسجد الروضة.
وقال "أما القتلة الذين اجترأوا على الله ورسوله فهؤلاء خوارج وبغاة ومفسدون في الأرض... فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم وتعقبهم ووعد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة... ووجب وتحتم على ولاة الأمور شرعا وأمانة ودينا أن يسارعوا بتطبيق حكم الله بقتال هؤلاء المحاربين لله ورسوله والساعين في الأرض فسادا حماية لأرواح الناس وأموالهم وأعراضهم" ووصف المتشددين بأنهم "الوباء السرطاني الخبيث".
وأضاف "ومصر بإذن الله وبتاريخها وسواعد أبنائها ورجال أمنها البواسل قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا والغريب على شبابنا شكلا وموضوعا وفكرا واعتقادا".
وجاء الهجوم قبل أشهر فقط من إجراء انتخابات رئاسية من المتوقع أن يسعى فيها السيسي لإعادة انتخابه. ويرى مؤيدو السيسي أنه رمز للاستقرار بعد فترة من الاضطرابات العنيفة في البلاد بعد ثورة في 2011 أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وبالإضافة إلى جهود مكافحة التشدد الإسلامي في شمال سيناء طبقت حكومته إصلاحات تقشفية قاسية على مدى العام الماضي قال عنها منتقدون إنها نالت من شعبيته.
(شارك في التغطية علي عبد العاطي - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)