من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال مصدر أردني كبير إن الأردن بدأ مشاورات لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قبل الخطوة المتوقعة هذا الأسبوع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية يوم الجمعة إن من المرجح أن يصدر ترامب الإعلان المثير للجدل في خطاب يلقيه الأربعاء. والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سينهي سياسة أمريكية مستمرة منذ عقود وربما يثير التوترات في الشرق الأوسط.
وقال المصدر الدبلوماسي الأردني الكبير لرويترز إن الأردن، الرئيس الحالي للقمة العربية، سيدعو أعضاء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للاجتماع إذا حدث الاعتراف وذلك "لبحث سبل التعامل مع تبعات مثل هذا القرار الذي أثار القلق والمخاوف".
وقال المصدر الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "قد يعرقل في نهاية المطاف كل الجهود الرامية لدفع عملية السلام ويخاطر كثيرا باستفزاز الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية في الغرب".
والعائلة الملكية الهاشمية التي ينتمي لها الملك عبد الله هي التي لها الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس وهذا ما يجعل عمان حساسة تجاه أي تغيير يطرأ على وضع المدينة.
وأضاف "لا توجد قضية يمكن أن تحرك العرب والمسلمين بنفس القوة التي يمكن أن تحركهم بها القدس".
ويخشى المسؤولون أن تثير تلك الخطوة أعمال عنف في الأراضي الفلسطينية وأن تمتد إلى الأردن حيث أن الكثير من المواطنين هناك من أصل فلسطيني تركوا ديارهم بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وقال مصدر دبلوماسي إقليمي آخر على صلة بالمسؤولين الأمريكيين المتابعين للقضية "ستندلع موجة من الغضب الشديد في أرجاء العالم العربي والإسلامي".
وفي وقت سابق هذا العام أثارت توترات في القدس اضطرابات استمرت عدة أيام.
وأثار الإعلان المزمع لترامب، والذي سيحيد به عن الرؤساء السابقين الذين أصروا على أن وضع القدس يجب أن يتحدد من خلال المفاوضات، انتقادات من السلطة الفلسطينية ومن المؤكد أن يثير الغضب في أرجاء العالم العربي.
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله من تبعات خطوة ترامب المتوقعة في محادثات بواشنطن مع عدد من كبار المسؤولين بالإدارة الأيام الماضية.
وأشار ترامب في وقت سابق هذا العام إلى انفتاحه على وسائل جديدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا تتطلب بالضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وقال المصدر الدبلوماسي الإقليمي "إذا حدث (الاعتراف بالقدس) فسوف يعرض كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة للخطر ويعرقل إيجاد حل الصراع".
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)