من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - قالت الشرطة إن فلسطينيا طعن حارس أمن إسرائيليا عند محطة حافلات رئيسية في القدس في حين اندلعت احتجاجات قرب السفارة الأمريكية في بيروت احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وانحسرت بدرجة كبيرة احتجاجات مستمرة منذ أربعة أيام في الأراضي الفلسطينية على إعلان ترامب يوم الأربعاء لكن تغييره لنهج السياسة الأمريكية المتبع منذ فترة طويلة تجاه القدس، المدينة التي يقدسها اليهود والمسلمون والمسيحيون، أثار مزيدا من التحذيرات العربية من الإضرار بالسلام في الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي "أملنا أن تهدأ الأمور ونعود إلى مسار الحياة الطبيعية دون أعمال شغب أو عنف".
لكن في القدس طعن فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاما من الضفة الغربية المحتلة حارس أمن إسرائيليا بعدما اقترب من جهاز رصد المعادن عند مدخل محطة حافلات رئيسية وقالت الشرطة إن الحارس في حالة حرجة. واحتجز المهاجم بعدما أمسك به أحد المارة.
وفي تصريحات علنية يوم الأحد وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بأنها "دولة غازية" و"دولة إرهابية".
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا "لم اعتد على تلقي محاضرات عن الفضيلة من زعيم يقصف قرى الأكراد في بلده تركيا ويسجن الصحفيين ويساعد إيران للالتفاف على العقوبات ويساعد الإرهابيين بما في ذلك في غزة على قتل الأبرياء".
وأبلغ ماكرون نتنياهو أنه بحاجة إلى تقديم بادرة للفلسطينيين للخروج من المأزق الحالي بين الطرفين.
وقال ماكرون "طلبت من رئيس الوزراء نتنياهو تقديم بعض الإيماءات الشجاعة تجاه الفلسطينيين للخروج من المأزق الحالي" مشيرا إلى أن تجميد البناء الاستيطاني قد يكون خطوة أولى.
وتعتبر أغلب الدول القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بعد احتلالها في حرب عام 1967 أرضا محتلة وتقول إن وضع المدينة يتعين أن يقرر خلال محادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتقول إسرائيل إن القدس بشطريها عاصمتها في حين يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقالت إدارة ترامب إنها ما زالت ملتزمة بإحياء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي انهارت في عام 2014 لكن التخلص من السياسيات القديمة ضروري للخرج من المأزق الحالي.
وتقول واشنطن إنها لم تتخذ موقفا بشأن الوضع النهائي للقدس أو الحدود لكن من الطبيعي أن عاصمة إسرائيل ستكون في القدس بموجب أي اتفاق سلام في المستقبل.
وقالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يوم الأحد إن الولايات المتحدة "ملتزمة بعملية السلام كما كانت على الدوام". وأضافت "ترامب لم يتحدث بشأن الحدود... لأن الوضع النهائي للقدس هو أمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وليس للأمريكيين أن يقرروا ذلك".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يوم السبت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يجتمع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال جولة بالمنطقة. وقال البيت الأبيض يوم الأحد إن القرار مؤسف وإن بنس يتطلع لمقابلة نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال جارود آجين المتحدث باسم بنس "من المؤسف أن السلطة الفلسطينية تضيع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة".
ورد نتنياهو على المنتقدين قبل محادثاته مع ماكرون والتي يعقبها اجتماعه مع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل يوم الاثنين.
وقال نتنياهو "أسمع (من أوروبا) أصوات إدانة على إعلان الرئيس ترامب التاريخي لكنني لم أسمع أي إدانة على إطلاق صاروخ على إسرائيل (الذي جاء بعد الإعلان) أو على التحريض الكريه ضدنا".
* مظاهرات
في بيروت أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق متظاهرين بعضهم يلوح بأعلام فلسطين قرب السفارة الأمريكية.
وأشعل المتظاهرون النيران في الشارع وأحرقوا أعلام إسرائيل والولايات المتحدة والقوا الحجارة باتجاه قوات الأمن التي كانت تقف على الطريق الرئيسي المؤدي إلى السفارة الأمريكية.
وفي العاصمة المغربية الرباط قام عشرات آلاف المتظاهرين بمسيرة في الشارع الرئيسي مرددين شعارات "الشعب يريد تحرير فلسطين و "الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب".
ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وحملوا صورا للقدس وعبروا عن غضبهم مما وصفوه "بخيانة" الحكومات العربية التي يعتقدون أنها تؤيد تحرك ترامب.
وتظاهر آلاف خارج السفارة الأمريكية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا يوم الأحد ولوح الكثيرون منهم بلافتات كتب عليها "فلسطين في قلوبنا".
وانضم قادة في إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، إلى إدانات عالمية لخطوة ترامب شملت حلفاء غربيين لواشنطن يقولون إن الخطوة ضربة لجهود السلام وتخاطر بتصعيد العنف.
وقال المالكي إن الفلسطينيين سيبحثون عن وسيط جديد في محادثات سلام جديدة بدلا من الولايات المتحدة وسيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن قرار ترامب.
وأدان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة يوم السبت قرار ترامب وقالوا في بيان إن القرار يهدد بدفع المنطقة إلى الهاوية.
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن وزراء الخارجية يؤكدون رفض القرار وإدانته واعتباره "قرارا باطلا وخرقا خطيرا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة" والتي أكدت أن القدس الشرقية أرض محتلة.
وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، وجهة النظر هذه قائلا إن الوضع يهدد بإثارة العنف.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشيخ محمد إشارته إلى "إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت بخسارة قواعدها في المنطقة".
* نفق غزة
على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة دمرت القوات الإسرائيلية يوم الأحد نفقا كبيرا عبر الحدود مع غزة يقول الجيش إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تهيمن على القطاع حفرته لشن هجمات على إسرائيل.
ولم يرد تعليق من حماس على هدم النفق الذي جاء فيما تسعى الفصائل الفلسطينية إلى الالتزام بمهلة غايتها يوم الأحد لتنفيذ اتفاق توسطت فيه مصر يقضي بأن تسلم حماس السيطرة على غزة إلى حكومة الرئيس محمود عباس بعد عشر سنوات من الانقسام.
وقتلت غارات جوية شنتها إسرائيل على قطاع غزة قبل فجر يوم السبت مسلحين فلسطينيين اثنين بعد أن أطلق مسلحون صواريخ من المنطقة على إسرائيل يوم الجمعة.
(شارك في التغطية دان وليامز وأوري لويس في القدس وجون أيريش في باريس وتوم بيري في بيروت وأجوستينوس بيو دا كوستا في جاكرتا وسامي عابودي في دبي ودوينا تشياكو في واشنطن وجيف ماسون في فلوريدا - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)