جنيف (رويترز) - قال نيلز ميلتسر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب في بيان يوم الأربعاء إن أحد نزلاء معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا لا يزال يتعرض للتعذيب رغم أن واشنطن منعت "أساليب الاستجواب المعززة" قبل نحو عشرة أعوام.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية هذه المزاعم قائلة إنه لا يوجد دليل موثوق يدعمها.
وقال ميلتسر إن لديه معلومات عن أن عمار البلوخي المتهم بأنه أحد المتآمرين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة يتعرض لمعاملة محظورة بموجب القانون الدولي.
وجاء في بيان صدر عن مكتب ميلتسر أن "هناك تقارير عن استمرار تعذيبه وإساءة معاملته". ولم يذكر البيان تفاصيل عن مصدر معلومات ميلتسر.
وأضاف البيان "بالإضافة للآثار بعيدة الأجل للتعذيب في السابق فإن هناك تقارير عن استمرار استخدام الصخب والاهتزازات معه الأمر الذي يؤدي لحرمانه بشكل مستمر من النوم وما يتصل بذلك من اضطرابات جسدية ونفسية تفيد مزاعم بأنه لا يتلقى رعاية طبية مناسبة فيما يتعلق بها".
وقال الميجر بن ساكريسون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن المزاعم غير صحيحة.
وأضاف "هذه المزاعم سبق وجرى التحقيق فيها في مناسبات عدة ولم يتم التوصل إلى دليل موثوق ليدعم هذه المزاعم".
وأصبح السجن، الذي فتحه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن لاحتجاز المشتبه في صلتهم بالإرهاب ممن يعتقلون خارج البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001، رمزا لممارسات الاحتجاز القاسية التي أدت لاتهام الولايات المتحدة بالتعذيب.
وأنهى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما استخدام "أساليب الاستجواب المعززة" عبر أمر تنفيذي أصدره في يناير كانون الثاني 2009 وقلص عدد السجناء هناك إلى 41 لكنه لم يصل إلى حد الوفاء بوعده بإغلاق السجن.
وطلب الرئيس دونالد ترامب من الكونجرس هذا العام أموالا لتطوير السجن بعد أن قال خلال حملته الانتخابية إنه يريد أن "يملأه ببعض الأشرار".
واستشهد بيان الأمم المتحدة بتحقيق لمجلس الشيوخ في 2014 وقال إن البلوخي تعرض لتعذيب شديد طوال ثلاثة أعوام ونصف العام في ما يعرف "بالمواقع السوداء" التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية قبل نقله إلى جوانتانامو حيث كان يقبع لأكثر من عقد في منشأة فرضت قيود مشددة على دخولها في المعتقل.
والبلوخي وهو باكستاني مولود في الكويت والمعروف أيضا باسم عبد العزيز علي هو أحد أقرباء خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.
*الإفلات من العقوبة
قال ميلتسر إن حظر التعذيب وإساءة المعاملة هو من أهم أسس القانون الدولي وإن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف. ودعا إلى محاكمة المسؤولين الأمريكيين الذين مارسوا التعذيب.
وتابع ميلتسر قائلا في البيان "ترتكب الولايات المتحدة انتهاكا واضحا لاتفاقية مناهضة التعذيب بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات قضائية ضد جريمة تعذيب من تحتجزهم المخابرات المركزية الأمريكية، كما ترسل رسالة خطيرة بالرضا عما يحدث ومنح حصانة إلى المسؤولين في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم".
وقال ميلتسر إنه جدد طلبا مقدما منذ وقت طويل لزيارة جوانتانامو ولقاء النزلاء ولكن طلبه وطلبات مماثلة ممن تولوا منصبه من قبل تُقابل بالرفض باستمرار.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الدستور الأمريكي يحظر العقاب القاسي وغير المعتاد ويلزم بتوفير ظروف احتجاز إنسانية بما في ذلك خلال الحبس الانفرادي.
وقال "ندعم عمل مقرري الأمم المتحدة وللولايات المتحدة باع طويل في التفاعل بشكل بناء فيما يتعلق بالمسائل التي تقع ضمن نطاق تفويض المقررين".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)