السليمانية (العراق) (رويترز) - أضرم محتجون أكراد غاضبون من سنوات من التقشف وعدم صرف رواتب موظفي القطاع العام النار في عدد من مكاتب الأحزاب السياسية الرئيسية في كردستان العراق يوم الثلاثاء في ثاني يوم من الاضطرابات العنيفة والتوتر مع بغداد.
وقال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان بشمال العراق إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 80 آخرون خلال احتجاجات في بلدة رانية الكردية يوم الثلاثاء وذلك بعد أن أضرم المحتجون النار في مكاتب الأحزاب السياسية الكردية في رانية وبلدتي كوية وكفري.
واحتج نحو 1250 شخصا أغلبهم مدرسون وطلاب وموظفون بالحكومة في مدينة السليمانية. وقال مسؤولون بالقطاع الصحي إن ستة أصيبوا إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص المطاطي وقنابل غاز. ولليوم الثاني طالب المحتجون باستقالة حكومة الإقليم. وقال شاهد من رويترز إن المسؤولين قرروا إغلاق الطرق حول السليمانية.
ورغم إقرار حكومة إقليم كردستان العراق بأن المحتجين لهم "حق مشروع" في التظاهر إلا أنها قالت إن الهجوم على مقار الحكومة والأحزاب في محافظة السليمانية غير مقبول.
وقالت حكومة الإقليم في بيان إن تشعر بقلق بشأن التصرفات غير المتحضرة والعنف في عدد من المدن والبلدات بأنحاء كردستان.
كما حذرت من أن السلطات المعنية ستتدخل للحيلولة دون وقوع المزيد من الأضرار وذلك بعد إصابة عدد من الأشخاص وحدوث أضرار في الممتلكات.
وتصاعدت حدة التوتر في المنطقة منذ أن فرضت الحكومة المركزية في بغداد إجراءات مشددة بعدما أجرى الإقليم استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر أيلول صوت فيه الأكراد بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال.
وأثارت الخطوة التي مثلت تحديا لبغداد قلق دول مجاورة مثل تركيا وإيران اللتين بهما أقلية كردية.
وأحرق المحتجون مبنى تابعا للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم يوم الاثنين وقال متحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الشريك في الحكومة الائتلافية بالإقليم لرويترز إن محتجين أضرموا النار كذلك في مكتب لحزبه.
وكان ثلاثة آلاف كردي على الأقل تظاهروا يوم الاثنين في السليمانية.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)