بيروت (رويترز) - رفع لبنان طوقا أمنيا استمر منذ سنوات قرب مبنى البرلمان يوم الأربعاء في تحرك تأمل السلطات أن ينعش الحي التجاري بوسط بيروت ويعزز التحسن الذي طرأ على الاستقرار السياسي بعد فترة طويلة من الاضطرابات.
وأزالت قوات الأمن الحواجز المعدنية والكتل الخرسانية الثقيلة التي سدت جميع المداخل المؤدية إلى ساحة النجمة وتسببت في إغلاق معظم المتاجر والمطاعم في الحي الذي كان يعج ذات يوم بالنشاط.
وظلت الإجراءات الأمنية حول المنطقة عدة سنوات لكنها شددت بشكل كبير في عام 2015 في أعقاب احتجاجات كبيرة بسبب أزمة القمامة.
واحتشدت جموع في ساحة النجمة للمرة الأولى منذ عشر سنوات ليل الأحد للاحتفال بالعام الجديد بالألعاب النارية والموسيقى والرقص في الشوارع.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أصدر أمر يوم الأربعاء، إنه يأمل أن يكون بمقدور المؤسسات التجارية والمطاعم والفنادق والمكاتب في المنطقة استئناف عملها.
وقالت زينة حاصبيني التي تدير متجرا للشوكولاتة قبالة الساحة "فكرنا مرات كثيرة في الإغلاق لكننا قلنا (لا) ربما تتحسن الأوضاع".
وقالت هي وابنها الذي يدير متجرا صغيرا للبقالة بجانب متجرها إنهما واثقان من أن رفع الحواجز سيعزز النشاط التجاري حيث سيزيد عدد الزبائن وكذلك الاستثمار.
ورغم أن لبنان ما زال يواجه تحديات كبيرة فإنه شهد بعض التقدم خلال العام الأخير رغم الصراع المستمر في سوريا المجاورة وزيادة التوترات في أماكن أخرى بالمنطقة.
وأبرم الساسة المتشاحنون في لبنان اتفاقا وضع حدا لفترة استمرت عامين ونصف العام بدون رئيس للبلاد وجاء بحكومة جديدة برئاسة سعد الحريري. وأقرت الحكومة أيضا أول ميزانية لها في 12 عاما ومنحت أول تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في البحر.
وفي أغسطس آب جرى تطهير منطقة الحدود بين لبنان وسوريا من تنظيم الدولة الإسلامية ومتشددين آخرين وذلك بعد هجومين منفصلين للجيش اللبناني وجماعة حزب الله القوية في لبنان.
وأعيد فتح مطعم بيتيت كافيه الذي يطل على ساحة النجمة في منتصف عام 2017 بعد أن أغلق أبوابه مع تفجر الأزمة السورية.
وقال محمد فارس مدير المطعم "البلد توقف حاله ولم يعد يأتي إليه سائحون أو أشخاص من دول الخليج العربية لذا أغلقنا المطعم لنحو ست أو سبع سنوات".
وأضاف أن الاحتفالات بالعام الجديد ورفع الحواجز دلائل على أن المنطقة يمكن أن تزدهر مرة أخرى.
ورغم بوادر الأمل هذه فإن لبنان لا يزال بلدا مشحونا سياسيا.
وتصاعدت حدة التوتر في نوفمبر تشرين الثاني عندما أعلن الحريري فجأة استقالته من منصب رئيس الوزراء في بيان ألقاه من السعودية في تحرك تم ربطه بصراع في المنطقة على النفوذ بين الرياض وطهران. وتراجع الحريري بعد ذلك عن الاستقالة واستأنفت الحكومة عملها بشكل طبيعي.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)