من لي توماس
باريس (رويترز) - أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة أن على الدول الديمقراطية احترام حكم القانون في معركتها ضد الإرهاب فيما عبر عن مخاوفه بشأن مصير طلاب ومدرسين وصحفيين معتقلين في تركيا.
وقال ماكرون بعد محادثات مع إردوغان في قصر الإليزيه إن هناك خلافات بينهما حول رؤية كل منهما لحقوق الإنسان.
وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك "على نظمنا الديمقراطية أن تكون قوية في تصديها للإرهاب... لكن في الوقت ذاته على نظمنا الديمقراطية أن تحمي حكم القانون بشكل كامل".
وأضاف أن التطورات الأخيرة في تركيا لم تسمح بأي تقدم في عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي المستمرة منذ عقود.
وقال إنه ينبغي أن تغير المناقشات محور تركيزها مشيرا إلى إمكانية التحدث عن "شراكة" لا ترقى لمستوى العضوية الكاملة.
وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من حملة أمنية في تركيا جاءت بعد محاولة الانقلاب في يوليو تموز 2016 واستهدفت من تشتبه السلطات في أنهم مؤيدون له.
وأدت الحملة الأمنية إلى اعتقال نحو 50 ألف شخص في انتظار محاكمتهم ووقف أو فصل 150 ألفا آخرين من العمل بما يشمل مدرسين وصحفيين وقضاة.
وقال ماكرون إنه أثار مع إردوغان قضايا صحفيين وأفرادا بعينهم من جامعة غلطة سراي لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل.
ودافع إردوغان، الذي يهيمن على المشهد السياسي التركي منذ 15 عاما، عن الحملة قائلا إن بعض الصحفيين يشجعون على الإرهاب بكتاباتهم.
وأضاف "هؤلاء أشخاص ينظر إليهم على أنهم مفكرون. يسقون (الإرهاب)... من خلال أعمدتهم بالصحف... وفي أحد الأيام تجدهم وقد ظهروا كإرهابيين أمامك".
وتتشكك فرنسا في انضمام تركيا، الدولة الكبيرة الفقيرة نسبيا ذات الأغلبية المسلمة والتي يقطنها نحو 80 مليون نسمة، إلى الاتحاد الأوروبي حتى قبل محاولة الانقلاب وما تلاها من حملة أمنية.
وبدا على الرئيس التركي الانزعاج عندما لمح صحفي فرنسي إلى أن المخابرات التركية أرسلت أسلحة لسوريا.
وقال إردوغان إن هذه العملية نفذها أنصار رجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في أمريكا والذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب. واتهم إردوغان الصحفي الفرنسي بالحديث وكأنه واحد منهم.
وتم توقيع عدة اتفاقات بين البلدين خلال زيارة إردوغان منها اتفاق تشتري بموجبه الخطوط الجوية التركية 25 طائرة من الطراز إيه350-900.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)