من إليزابث بيبر
لندن (رويترز) - واجه التغيير الوزاري الذي أجرته رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي انتقادات يوم الثلاثاء حتى من بعض حلفائها الذين وصفوه بالفاشل.
وتزعم الانتقادات جورج أوزبورن الوزير السابق الذي أقالته ماي حين وصلت إلى السلطة في يوليو تموز 2016 ووصف الإجراءات بأنها "مهزلة".
لكن أعضاء أكثر ولاء لحزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه ماي شككوا أيضا في قدرة رئيسة الوزراء على وضع الحزب في المسار الصحيح للنجاح في الانتخابات بعد عام من الفضائح والانقسامات بشأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وعينت ماي اثنين من حزب المحافظين يحظيان بشعبية ليشغلا منصب رئيس الحزب ونائبه وهما وزير الهجرة براندون لويس وعضو البرلمان جيمس كليفرلي.
واحتفظ وزراء شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز والخارجية بوريس جونسون والمالية فيليب هاموند والداخلية أمبر راد بمناصبهم إلى جانب وزير الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية جريج كلارك.
وجرى تعيين ديفيد ليدينجتون أمينا لرئاسة الوزراء خلفا لدميان جرين الذي اضطر للاستقالة من منصبه العام الماضي بسبب بيانات مضللة بشأن مواد إباحية تم العثور عليها على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
لكن في ضربة لها، تنحى وزير شؤون أيرلندا الشمالية جيمس بروكنشاير بسبب سوء حالته الصحية.
وكان الرجل يحاول مساعدة المسؤولين على تشكيل حكومة لتقاسم السلطة من أجل تجنب أي عودة للعنف بين الوحدويين البريطانيين والقوميين الأيرلنديين. وستحل محله كارين برادلي التي تدين بالولاء لماي.
ويهدف التعديل الوزاري إلى منح فرصة لزعيم لتأكيد سلطته على الفريق. وكانت ماي تأمل في أن التغييرات المحدودة لن تنعش أجندتها المحلية وحسب بل ستعزز أيضا موقفها في المحادثات الخاصة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
لكن لم تحدث التغييرات شيئا يذكر باستثناء الكشف عن ضعف ماي خاصة مع تعثر التحركات المرتبطة بمناصب وزارية رفيعة عندما استقال أحد الوزراء بدلا من توليه مهامه الجديدة وتحدث وزير آخر إلى ماي طالبا تغيير مهامه.
وبالنسبة لوزير المالية السابق أوزبورن لم تكن التغييرات سوى "مهزلة".
وقال أوزبورن في مقال بصحيفته لندن إيفننج ستاندرد إن ماي " منحتنا ثلاثية أسوأ تغيير وزاري وأسوأ خطاب بمؤتمر الحزب وأسوأ بيان في التاريخ الحديث".
والانتقادات متوقعة من أوزبورن لكن نوابا ومعلقين يؤيدون الحزب تساءلوا عن سبب إقدام ماي على التغييرات الوزارية من موقف ضعف وهي عاجزة عن فرض إرادتها.
وتحركت ماي نحو ترقية نواب من الشبان والنساء والسود على أمل أن يتخلص حزب المحافظين من سمعته بأنه حزب "باهت وعتيق وذكوري".
لكن مع اهتمامها بالحزب بدرجة أكبر من شؤون البلاد قال بعض المحللين إن ماي خاطرت بخسارة فرصة إنعاش ما يصفها مساعدوها بأجندة الإصلاح التي تعثرت من قبل بسبب خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي وفضيحة تحرش جنسي وسوء الخدمات العامة.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)