من روبين إيموت وجون أيرش
بروكسل/باريس (رويترز) - قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن القوى الأوروبية ستجدد يوم الخميس دعمها للاتفاق النووي مع إيران، الذي رفضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عشية انقضاء مهلة أمام الرئيس الأمريكي لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات النفطية التي رفعت بموجب الاتفاق.
وخلال اجتماع بين إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا دعت إليه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، ستطمئن القوى الأوروبية التي ساعدت في التفاوض لإبرام الاتفاق عام 2015 إيران بأنها لا تزال ملتزمة به.
وذكر دبلوماسيون أن القوى الأوروبية ستحث أيضا إيران على مواصلة التعاون مع المفتشين الدوليين. وتنفي إيران دائما سعيها لحيازة أسلحة نووية.
وقال أحد الدبلوماسيين "الهدف هو إرسال رسالة لواشنطن بأن إيران ملتزمة وأن من الأفضل وجود الاتفاق النووي بدلا من عزل إيران".
وقال دبلوماسي ثان "توقيت الاجتماع ليس من قبيل المصادفة ... هذه حملة ننفذها منذ أكتوبر" في إشارة إلى قرار ترامب عدم المصادقة على التزام إيران بشروط الاتفاق الذي يمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وقال متحدث للصحفيين إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان سيثير مخاوف باريس بشأن الاتفاق وكذلك برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني في إطار سعيه لإبقاء باب الحوار مع إيران مفتوحا.
وأضاف ألكسندر جيورجيني المتحدث باسم وكيل وزارة الخارجية الفرنسية "فرنسا عازمة على استمرار اتفاق فيينا... يجب أن تنفذ إيران التزاماتها بقوة".
وذكر متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يوم الأربعاء أن معاودة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران ستكون انتهاكا للاتفاق النووي، مضيفا أن الجمهورية الإسلامية تملك القدرة على أن تزيد بشكل كبير وتيرة تخصيب اليورانيوم.
ومن المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف صباح يوم الخميس مع موجيريني.
والاجتماع الذي سيعقد يوم الخميس في بروكسل هو جزء من مساع دبلوماسية على جانبي الأطلسي قبل انقضاء مواعيد نهائية بخصوص الاتفاق هذا الشهر بما في ذلك مهلة لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات نفطية علقها الاتفاق.
وعلى ترامب أن يقرر بحلول منتصف يناير كانون الثاني إن كان سيواصل تعليق العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية مثلما نص الاتفاق. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب قرارا يوم الجمعة.
ويأتي القرار فيما تتصدى حكومة إيران لاحتجاجات على المصاعب الاقتصادية والفساد مرتبطة بإحباط الشبان الإيرانيين الذين كانوا يأملون في رؤية مزيد من المنافع من رفع العقوبات.
وكان ضباط متقاعدون في الجيش الأمريكي وأعضاء في الكونجرس وسفراء سابقون بين 52 خبيرا أمريكيا في الأمن القومي وقعوا رسالة نشرت يوم الاثنين تحث ترامب على عدم تعريض الاتفاق مع إيران للخطر.
وانتفعت دول أوروبية بينها فرنسا وإيطاليا من عودة حركة التجارة مع إيران التي يضاهي احتياطيها المؤكد من الغاز الطبيعي ما تملكه روسيا. وأعادت بريطانيا فتح سفارتها في طهران بعد الاتفاق.
وتخشى القوى الأوروبية من انهيار الاتفاق إذا أعاد ترامب فرض العقوبات. ويصر الاتحاد الأوروبي على أنه لا يمكن إعادة التفاوض على شروطه.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية)