من روبن إيموت
بروكسل (رويترز) - وجهت بريطانيا وفرنسا وألمانيا نداء مشتركا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس للتمسك باتفاق يمنع إيران من حيازة أسلحة نووية وذلك قبل يوم من الموعد المتوقع أن يقرر فيه ترامب ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على طهران، في تحرك من المرجح أن يوجه ضربة قاضية للاتفاق.
وفي تناقض صارخ مع وجهة نظر ترامب في الاتفاق المبرم في العام 2015 بأنه "أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق"، قال وزراء خارجية الدول الثلاث ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إنه لا بديل للاتفاق وإن العقوبات يجب أن تظل معلقة.
وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل بينما كان واقفا إلى جوار نظيريه الفرنسي والبريطاني وموجيريني عقب لقائهم بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "نحن متفقون على هذا النهج... نريد حماية (الاتفاق) من أي قرار محتمل قد يقوضه".
وأضاف "من الضروري جدا أن يكون لدينا هذا (النهج) لمنع تطوير أسلحة نووية في وقت تبحث فيه أجزاء أخرى من العالم كيف تحصل عليها".
ويستهدف اجتماع بروكسل أن يبعث برسالة إلى واشنطن قبل أن يقرر ترامب ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات نفطية علقها الاتفاق. وقالت إيران إنه إذا حدث هذا فلن تكون ملزمة بالاتفاق وقد تعود إلى إنتاج اليورانيوم المخصب.
وغرد ظريف على تويتر قائلا إن الاجتماع أظهر "توافقا قويا" على أن إيران ملتزمة بالاتفاق ولديها الحق في أن تنعم بمزاياه الاقتصادية وإن "أي تحرك يقوضه غير مقبول".
وأضاف ظريف "(ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) والاتحاد الأوروبي تعلم تماما أن استمرار إيران في التزامها مشروط بالالتزام الأمريكي الكامل".
واستفادت الدول الأوروبية من استئناف التجارة مع إيران بعد رفع العقوبات في حين لا تزال الشركات الأمريكية ممنوعة إلى حد بعيد من التعامل مع الجمهورية الإسلامية بسبب عقوبات أخرى لا علاقات لها بالقضية النووية.
* "مراقبة وثيقة"
قالت موجيريني "الاتفاق يحقق المرجو منه. إنه يفي بالغرض الأساسي وهو تقييد البرنامج النووي الإيراني ووضعه تحت مراقبة وثيقة" مضيفة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهرت في تسعة تقارير أن إيران تفي بالتزاماتها.
ورفض ترامب رسميا الاتفاق في أكتوبر تشرين الأول بيد أن الولايات المتحدة لم تنسحب منه بعد.
ويضع هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية الولايات المتحدة في مواجهة مع حلفائها الأوروبيين وكذلك مع روسيا والصين اللتين وقعتا أيضا على الاتفاق النووي، وذلك في أكبر خلاف عبر الأطلسي بشأن السياسة الخارجية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
والحكومات الأوروبية قلقة من سياسة ترامب التي تقوم على مبدأ "أمريكا أولا" وبياناته غير المتسقة بشأن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في حين تعتبر الاتفاق النووي أحد أكبر الانجازات الدبلوماسية للغرب منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يتعين الحفاظ على الاتفاق كي يتسنى لأوروبا والولايات المتحدة المضي قدما نحو قضايا أخرى مثل مواجهة إيران بشأن برنامجها الصاروخي وضلوعها في حربين في اليمن وسوريا.
وقال "نحن لا نخفي خلافاتنا الأخرى القائمة بالفعل... في قضية الصواريخ الباليتيسة وكذلك بسبب أفعال إيران في المنطقة بأسرها" مضيفا أن أوروبا تعتبر هذه القضايا منفصلة عن المسألة النووية.
وذكر جابرييل أن ظريف وافق على بحث القضايا على نحو دوري ومنهجي، لكن لم يذكر تفاصيل.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)