من فيليب بوليلا
مدينة الفاتيكان (رويترز) - يبدأ البابا فرنسيس زيارة لتشيلي وبيرو يوم الاثنين في محاولة لبث الثقة من جديد في البلدين بعد أن تضررت فيهما سمعة الكنيسة كثيرا بسبب فضائح انتهاكات جنسية.
وخلال زيارته لبيرو في المحطة الثانية من جولته التي تستمر من 15 إلى 22 يناير كانون الثاني سيجد البابا أن أزمة الفساد السياسي التي تزعزع الاستقرار أعادت فتح جروح إحدى أحلك فترات انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
وفي تشيلي التي يصلها البابا الأرجنتيني مساء الاثنين نظم الكاثوليك احتجاجات يومية ضد تعيين الأسقف خوان باروس في عام 2015 رئيسا لأبرشية مدينة أوسورنو الصغيرة جنوبي العاصمة.
واتُهم باروس بحماية معلمه السابق الأب فرناندو كاراديما الذي أدانه تحقيق أجراه الفاتيكان عام 2011 بارتكاب انتهاكات بحق صبية على مدى سنوات عديدة. ونفى كاراديما المزاعم وقال باروس إنه ليس على علم بارتكاب أي مخالفات.
وتعقد موقف الكنيسة الأسبوع الماضي بعد تسريب خطاب من البابا في عام 2015 للأساقفة المحليين يظهر أن الفاتيكان كان يعتزم مطالبة باروس ببدء عطلة مدتها عام بعد انتهاء فترة عمله في 2014. لكن ذلك لم يحدث وعُين باروس أسقفا في أوسورنو.
وكتب أندريا تورنيلي كاتب السيرة البابوية يقول "فقدت الكنيسة في تشيلي اليوم مصداقيتها لدى الرأي العام بعد أن كانت في عهد الدكتاتور أوجوستو بينوشيه تتمتع بمكانة عظيمة لدفاعها الشجاع عن العدالة وحقوق الإنسان".
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة (لاتينوبارومتر) البحثية في سانتياجو هذا الشهر أن أعداد مواطني تشيلي الذين يصفون أنفسهم بالكاثوليك انخفضت إلى 45 بالمئة العام الماضي بعدما كانت 74 بالمئة في 1995.
وسيلتقي البابا مع ضحايا لدكتاتورية بينوشيه التي استمرت من 1973 إلى 1990.
وقال جريج بوركي المتحدث باسم الفاتيكان إن الكنيسة تولي "احتراما كبيرا" لمن يعتزمون تنظيم احتجاجات ضد الانتهاكات الجنسية ولا تستبعد احتمال أن يجتمع البابا مع ضحايا كل على حدة مثلما فعل في زيارات سابقة.
ووقعت سلسلة من الهجمات على كنائس كاثوليكية في العاصمة قبيل زيارة البابا منها هجوم بقنبلة بدائية الصنع ترك خلاله مهاجمون مجهولون رسالة تقول "يا بابا فرنسيس ... القنبلة التالية ستكون في ردائك".
ولم يصب أحد ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.
وستلقي فضائح الانتهاكات بظلالها كذلك على زيارة البابا لبيرو التي يصلها يوم الخميس.
وأمر البابا الأسبوع الماضي بسيطرة الفاتيكان على جمعية كاثوليكية مرموقة في بيرو. ومؤسس الجمعية متهم بارتكاب انتهاكات جنسية وبدنية ضد أطفال وأعضاء سابقين بالجمعية.
ومن المرجح كذلك أن ينصب الاهتمام خلال الزيارة على الفساد السياسي وحقوق الإنسان في بلد منقسم حول الزعيم السابق ألبرتو فوجيموري الذي أثار عفو الرئيس الحالي عنه احتجاجات على مستوى البلاد.
وكان البابا وصف الفساد خلال زيارة سابقة لأمريكا اللاتينية بأنه "طاعون".
وسيكون القاسم المشترك بين بيرو وتشيلي بالنسبة للبابا هو دفاعه عن حقوق السكان الأصليين في البلدين.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)