من روما بول وزيبا صديقي
داكا/كوكس بازار (رويترز) - قالت بنجلادش يوم الثلاثاء إنها اتفقت على استكمال عملية عودة الروهينجا المسلمين إلى ميانمار في غضون عامين اعتبارا من بدء عملية إعادة الترحيل.
وقوبلت خطة عودة الروهينجا، التي تقول ميانمار إنها ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل، ببعض التشكك من المنظمات غير الحكومية التي قالت إنها لم تتعامل بشكل كاف مع المسائل المتعلقة بسلامة اللاجئين وسبل كسب الرزق وإعادة التوطين بشكل دائم.
وقالت وزارة الخارجية في بنجلادش في بيان إن مساعي إعادة الروهينجا تقوم على أساس "اعتبار الأسرة وحدة واحدة" وإن ميانمار ستوفر مأوى مؤقتا للعائدين قبل إعادة بناء مساكن لهم.
وقال البيان إن بنجلادش ستقيم خمسة مخيمات مؤقتة سيُنقل منها الروهينجا إلى مركزي استقبال على جانب ميانمار من الحدود.
وتابع "أكدت ميانمار التزامها بوقف تدفق سكان ميانمار إلى بنجلادش".
ودعا البيان أيضا إلى عودة اليتامى والأطفال الذين ولدوا نتيجة تعرض أمهاتهم للاغتصاب.
وبناء على مقابلات ميدانية يقول مسعفون تابعون للأمم المتحدة ونشطاء إن اغتصاب قوات الأمن في ميانمار لنساء من الروهينجا كان شائعا. وينفي الجيش التورط في أي اعتداءات جنسية.
واندلعت الأزمة بعد أن هاجم متمردون من الروهينجا مواقع أمنية في 25 أغسطس آب بولاية راخين في غرب البلاد مما أثار ردا عسكريا عنيفا من الجيش وصفته الأمم المتحدة بالتطهير العرقي. وفر نحو 650 ألفا من أعمال العنف.
وتنفي ميانمار ارتكاب تطهير عرقي وتقول إن قواتها الأمنية شنت عمليات مشروعة لمناهضة التمرد.
* عملية التحقق
الاجتماع، الذي عقد في نايبيداو عاصمة ميانمار، هو أول اجتماع لمجموعة عمل تشكلت لبحث تفاصيل اتفاق الترحيل الذي تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
ولم تصدر حكومة ميانمار بيانا من جانبها بعد الاجتماع يوم الثلاثاء.
وقال كو كو نيانج المدير العام لإدارة الإنقاذ وإعادة التوطين بوزارة الشؤون الاجتماعية في ميانمار لرويترز عبر الهاتف إن ميانمار وقعت على الاتفاق مع بنجلادش وتهدف إلى بدء عملية العودة بحلول 23 يناير كانون الثاني.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم الحكومة لرويترز الأسبوع الماضي إنه سيكون بوسع العائدين تقديم طلبات للحصول على الجنسية "بعد أن يجتازوا عملية التحقق" من هويتهم.
وقالت وكالة في ميانمار تأسست للإشراف على عملية العودة في بيان يوم الخميس إنه تم تأسيس مخيمين مؤقتين "للعودة والتقييم" وموقع آخر لاستيعاب العائدين.
وقال مينت كيانج السكرتير الدائم بوزارة العمل والهجرة والسكان في ميانمار لرويترز هذا الشهر إن بلاده ستكون مستعدة للتعامل مع طلبات 150 شخصا على الأقل يوميا في كل من المخيمين بحلول 23 يناير كانون الثاني.
وقال فيل روبرتسون نائب مدير شؤون آسيا في منظمة هيومن رايتس المعنية بحقوق الإنسان لرويترز عبر البريد الإلكتروني إن المحادثات بين ميانمار وبنجلادش لم تتطرق إلى مخاوف وقلق اللاجئين أنفسهم "كما لو كانوا كتلة خاملة من البشر الذين سيذهبون إلى أي مكان في أي وقت يقال لهم".
وتساءل "أين اعتبارات حماية الروهينجا من قوات الأمن في ميانمار التي كانت منذ شهرين تغتصبهم وتقتلهم؟ كيف تتجاهل المحادثات الحرمان من الحقوق لأناس في وضع احتجاز لأجل غير مسمى وهو ما ستصبح عليه ما يطلق عليها أماكن إقامة ’مؤقتة’؟"
* العيش مثل السجناء
أبدت مجموعة من اللاجئين في مخيم كوتوبالونج للروهينجا شكوكا إزاء "المخيمين المؤقتين" اللذين وافقت ميانمار على إقامتهما على جانبها من الحدود.
وقال محمد فاروق (20 عاما) الذي وصل إلى بنجلادش من مونجداو بعد هجمات 25 أغسطس آب إن إبدال مخيم بآخر لا يحدث اختلافا يذكر باستثناء أن "المخيمين في ميانمار سيكونان أسوأ بكثير لأننا سنكون محبوسين هناك وستتعرض أرواحنا للخطر".
وقارن آخر من سكان المخيم المخيمين الانتقاليين بمخيم أُقيم قرب سيتوي عاصمة ولاية راخين بعد أعمال العنف في السنوات السابقة "حيث كان الناس يعيشون مثل السجناء".
وقال لاجئ من الروهينجا طلب عدم نشر اسمه "اطلبوا أولا من الجيش أن يعيد للروهينجا منازلهم وممتلكاتهم ثم تحدثوا معنا عن العودة"
وقال البعض إن العنف الذي استهدفهم في ميانمار يجعل من الصعب عليهم الثقة في الجيش وقال رشيد أحمد (33 عاما) "حتى لو لم أحصل هنا على طعام أو أي شيء آخر، فعلى الأقل هناك أمان. لن أشعر بالأمان إذا عدت إلى ميانمار".
وتساءل نور علام (36 عاما)، الذي جاء إلى كوتوبالونج قبل خمسة أشهر إذا ما كان سيمكنه إيجاد وظيفة في ميانمار مضيفا "لا يطلقون علينا حتى اسم الروهينجا. لن نعود إلا بعد أن يعتبروننا مواطنين".
وتابع أنه إذا أُرغم على العودة سيقول للسلطات في بنجلادش "اقتلوني هنا".
ويشعر بعض الشبان في المخيم بالقلق من احتمال اعتقالهم بتهم الإرهاب إذا أعيدوا. وقال محمد رفيق البالغ من العمر 14 عاما "سأبقى هنا. سأعمل في مقهى للشاي أو في متجر لبيع الهواتف المحملة.. سأقوم بأي شيء".
ودعت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إلى إطلاع اللاجئين الروهينجا بالوضع في ولاية راخين قبل السماح بعودتهم طواعية وبسلام.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الثلاثاء إن أوضاع المخيمات في بنجلادش قاسية مضيفة أن أكثر من 520 ألف طفل من الروهينجا معرضون لخطر أكبر أيضا قبل موسم الأعاصير الذي يبدأ عادة في أبريل نيسان.
وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "يجب التغلب على التحديات الكبيرة... والتي تتضمن ضمان إبلاغهم بالوضع في مسقط رأسهم... والتشاور معهم بشأن رغباتهم وضمان سلامتهم".
وقال إدوارد بيجبيديه ممثل اليونيسيف في بنجلادش "مئات الآلاف من الأطفال يعيشون في أوضاع مروعة وسيواجهون مخاطر أكبر تتمثل في المرض والفيضانات والانهيارات الأرضية ومزيد من النزوح".
ويعيش نحو مليون من الروهينجا في بنجلادش بينهم من وصلوا إلى هناك بعد عمليات نزوح سابقة تعود إلى التسعينيات.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)