💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

من أراضي "تورا بورا" الحدودية .. تنظيم الدولة الإسلامية يهدد إيران

تم النشر 05/02/2018, 20:11
© Reuters. من أراضي "تورا بورا" الحدودية .. تنظيم الدولة الإسلامية يهدد إيران

من باباك دهقان بيشه

حلبجة (العراق) (رويترز) - ربما يكون تنظيم الدولة الإسلامية بسبيله للانحسار في العراق وسوريا غير أن خطره لا يزال قويا في إيران ويتركز على المجتمعات الكردية على امتداد الحدود العراقية الإيرانية التي تحرك المتشددون انطلاقا منها في السنوات الأخيرة.

وقال مسؤول أمني عراقي كبير في المنطقة الحدودية إن السكان المحليين يطلقون اسم "تورا بورا" على المنطقة على اسم المخابئ الجبلية التي فر إليها أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد أن غزت الولايات المتحدة أفغانستان في العام 2001.

في أواخر يناير كانون الثاني سقط ثلاثة من أفراد الحرس الثوري قتلى في منطقة بامو في اشتباك مع 21 من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين تسللوا من العراق. وقال الحرس الثوري إن ثلاثة من المتشددين الانتحاريين فجروا أحزمة ناسفة ولقي اثنان آخران مصرعهما في الاشتباك.

وقبل ذلك بأيام عثرت وزارة المخابرات الإيرانية على مخبأ للأسلحة في مدينة مريفان على الجانب الإيراني من الحدود كان فيه كميات من المتفجرات من مادتي تي.إن.تي وسي4 ومفجرات إلكترونية وقنابل يدوية وشرائط ذخيرة لبنادق كلاشينكوف وقاذفات صاروخية.

ويشير الاشتباك واكتشاف المخبأ إلى أن التنظيم لا تزال لديه القدرة على اختراق شبكة الأمن المحكمة في الجمهورية الإسلامية التي تمكنت إلى حد كبير من تفادي الدمار الذي تسبب فيه التنظيم في العراق وسوريا.

وقال حسين دهقان وزير الدفاع السابق الذي يعمل الآن مستشارا للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في مقابلة مؤخرا مع وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء "اليوم لا يسيطر (تنظيم الدولة الإسلامية) على بلد ... ولكي يؤكد وجوده فربما ينفذ هجوما في أي يوم".

وحلبجة أكبر المدن الواقعة على الجانب العراقي من الحدود تعيد إلى الأذهان ذكرى ما شهدته من هجوم كيماوي أمر به صدام حسين في العام 1988 وسقط فيه آلاف القتلى.

ووجود متطرفين دينيين في المنطقة حول المدينة ليس بالأمر الجديد فعند مدخل المدينة علقت صور رجال أمن من أكراد العراق المعروفين باسم البشمركة قتلوا في المعركة مع التنظيم.

وقبل غزو العراق عام 2003 كان أبو مصعب الزرقاوي المتشدد، الذي يحمله كثيرون مسؤولية إشعال نيران الحرب الأهلية بين السنة والشيعة في العراق، يقود مجموعة في المنطقة تسمى أنصار الإسلام اندمجت فيما بعد مع تنظيم الدولة الإسلامية في 2014.

وقال مسؤولون أمنيون عراقيون وقادة من البشمركة مطلعون على الأمر إن كثيرين من أكراد العراق وإيران الذين يقاتلون الآن مع التنظيم يمثلون الجيل الثاني من المتطرفين الذين تأثروا بإرث الزرقاوي الدموي.

ويعتبر المتطرفون السنة في التنظيم الشيعة الذين يمثلون غالبية السكان في إيران كفارا وقد هددوا مرارا بتنفيذ هجمات في الجمهورية الإسلامية. ويمثل الأكراد حوالي عشرة في المئة من سكان إيران وأغلبهم من السنة.

وقال هماي هاما سعيد أحد كبار قادة البشمركة وعضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي إن المتشددين أعضاء التنظيم من الأكراد يستغلون معرفتهم باللغة والمنطقة وصلاتهم القوية عبر الحدود.

وقال سعيد لرويترز في قرية طويلة الحدودية العراقية على مسافة بضع مئات من الأمتار من الحدود الإيرانية "من المؤكد أن هناك روابط بين المتطرفين الإيرانيين والعراقيين على جانبي الحدود".

وأضاف "المتطرفون استغلوا هذه المنطقة لأنها جبلية وصعبة وكثيفة الأشجار".

ويقول مسؤولو الأمن العراقيون وقادة البشمركة إن كثيرين من الشبان لم يتلقوا تعليما كافيا ولا تتاح لهم فرص اقتصادية تذكر الأمر الذي يتيح للمتطرفين نجاح مساعيهم في التجنيد.

* هجوم يونيو

تقول السلطات الإيرانية إن مخبأ الأسلحة الذي عثرت عليه على الحدود كان سيستخدم في مهاجمة المدنيين في أماكن عامة بعد الهجوم المباغت على البرلمان في العاصمة طهران وضريح مؤسس الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني في يونيو حزيران الماضي والذي أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة العشرات.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن ذلك الهجوم وهدد بشن المزيد. ورد الحرس الجمهوري على الهجوم بأن أمطر مواقع للمتشددين في سوريا بالصواريخ وألقى القبض على عشرات المشتبه بهم في إيران.

وقالت وزارة المخابرات الإيرانية إن هجوم يونيو حزيران دبره متشدد عراقي يستخدم الاسم الحركي أبو عائشة وهو قائد كبير في وحدة من وحدات الدولة الإسلامية التي تقاتل في العراق وسوريا مؤلفة من الأكراد بالكامل.

وقالت الوزارة إن منفذي هجوم طهران شاركوا في القتال في الموصل والرقة وتدربوا خارج إيران.

وتظهر صور منشورة على الانترنت أبو عائشة عضو جماعة أنصار الإسلام قبل انضمامه للدولة الإسلامية وهو يقطع رؤوس جنود من البشمركة وهو يرتدي الزي التقليدي الكردي.

وفي خريف 2016 وصل عدد من مقاتلي الدولة الإسلامية الأكراد بقيادة أبو عائشة إلى قرية حدودية عراقية قرب حلبجة لمحاولة إقامة قاعدة للعمليات يمكن أن ينفذوا منها هجمات في إيران والعراق وذلك وفقا لما قاله مسؤولون أمنيون عراقيون مطلعون على هذا الأمر.

وقال المسؤولون الأمنيون العراقيون والناشط الكردي مختار هوشماند الذي سجن في إيران باتهامات تتعلق بالأمن الوطني في الفترة من 2010 إلى 2012 والتقى عشرات من المتطرفين السنة خلف القضبان إن قوات البشمركة قتلت أبو عائشة في ديسمبر كانون الأول 2016.

وأضاف هوشماند عبر الهاتف من خارج إيران أن ما حدث بعد ذلك هو أن سيرياس صادقي، الذي كان يدير مخبزا على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود، أصبح المسؤول الأول عن التخطيط لهجمات طهران.

وكان صادقي يعرف أبو عائشة وعبر الحدود ذهابا وإيابا معه أكثر من مرة.

وقال هوشماند "كان صادقي لا يزال حريصا للغاية على أن تنفذ هذه العملية. لعب دورا كبيرا".

وخلال الهجوم على ضريح الخميني فجر صادقي سترة ناسفة مما أطلق كرة من اللهب تم تصويرها على مقطع فيديو صوره أحد الهواة. وقتل المهاجمون الأربعة أيضا.

ويقول منتقدون للحكومة الإيرانية إن الجمهورية الإسلامية تحصد ما زرعت في المنطقة إذ تقاعست عن شن حملة في وقت سابق ضد المتشددين لأنهم كانوا قوة مضادة للجماعات العلمانية التي تعارض الحكومة المركزية.

ونشر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وهو جماعة إيرانية معارضة تسعى لمزيد من الحكم الذاتي للأكراد، تقريرا على الإنترنت في 2014 عن نشر المتشددين دعاية لتنظيم الدولة الإسلامية ومحاولتهم تجنيد الشبان للتنظيم في إيران. وذكر الحزب اسم صادقي باعتباره فردا يمارس أنشطة التجنيد في باوة.

وقال محمد صالح قادري وهو مندوب عن الحزب في أربيل "كانوا في معظم المساجد في كردستان وكانوا ينشرون الدعاية لكن الجمهورية الإسلامية لم تعتقل أحدا منهم".

وفشلت محاولات الوصول إلى مسؤولين من وزارة الداخلية الإيرانية للتعقيب لكن وثائق تظهر أن السلطات الإيرانية كانت على علم بالخطر المتنامي.

وأشار تقرير أصدرته وزارة الداخلية الإيرانية في 2014 إلى أن "الكثير من الأكراد الإيرانيين السلفيين أعلنوا استعدادهم للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وسافر كثيرون منهم إلى سوريا".

وقال التقرير "الجماعات السلفية والتكفيرية الإيرانية تدفع بالشباب الكردي الإيراني إلى صفوف الدولة الإسلامية وترسلهم إلى العراق".

وأضاف التقرير "لا يمضي يوم إلا وتقام فيه جنازات لهم في كردستان إيران أو كردستان العراق... في المستقبل سنشهد انضمام عدد كبير من الأكراد الإيرانيين... إلى الدولة الإسلامية".

© Reuters. من أراضي "تورا بورا" الحدودية .. تنظيم الدولة الإسلامية يهدد إيران

(إعداد منير البويطي وليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.