بيروت/القدس (رويترز) - تعهد لبنان يوم الأربعاء بمنع أي اعتداء على أراضيه من خلال بناء جدار حدودي تبنيه إسرائيل، بينما قالت إسرائيل إنها ترغب في وساطة خارجية لحل خلاف مع لبنان يتعلق بمصادر للطاقة في مناطق بحرية.
واتهم زعماء لبنان إسرائيل بتهديد استقرار المنطقة الحدودية. وأدى الخلاف بشأن الجدار وخطط لبنان لاستكشاف النفط والغاز في مياه متنازع عليها بالبحر المتوسط إلى تصاعد التوتر بين الجانبين.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع في لبنان في بيان بعد اجتماع لكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين "هذا الجدار في حال تشييده سيعتبر اعتداء على الأراضي اللبنانية".
وأضاف "أعطى المجلس الأعلى للدفاع توجيهاته للتصدي لهذا التعدي لمنع إسرائيل من بناء ما يسمى بالجدار الفاصل على الأراضي اللبنانية".
ويضم المجلس الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وبعض الوزراء وقائد الجيش.
وتقول إسرائيل إن الجدار يقع بالكامل في أراضيها. أما الحكومة اللبنانية فتشدد على أنه يمر في أرض تابعة للبنان لكنها تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، حيث رسمت الأمم المتحدة الحدود بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000. وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من الهدوء إلى حد بعيد منذ الحرب التي دامت شهرا في 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة والتي أودت بحياة نحو 1200 شخصا في لبنان، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا، أغلبهم جنود.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية في خطاب تلفزيوني الشهر الماضي "ندعو الاسرائيليين الى أخذ تحذيرات الدولة اللبنانية بمنتهى الجدية".
وأضاف "لبنان سيكون موحدا لمنع العدو في التصرف بنقاط متنازع عليها". وذكر أن حزب الله سيتحمل مسؤوليته كاملة على هذا الصعيد.
* موارد طاقة بحرية
أدان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الأسبوع الماضي أول مناقصة يجريها لبنان للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحله. ووصف ليبرمان الأمر بأنه خطوة "استفزازية للغاية" وحث الشركات الدولية على عدم المشاركة.
ويوجد نزاع بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية يخص منطقة على شكل مثلث تصل مساحتها إلى 860 كيلومترا مربعا وتمتد بمحاذاة ثلاثة من خمسة امتيازات للطاقة طرحها لبنان في مناقصة عامة أوائل العام الماضي.
ووافق لبنان في ديسمبر كانون الأول على عرض من اتحاد شركات يضم توتال (PA:TOTF) الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتيك الروسية لمنطقتين من مناطق الامتياز الخمس التي طرحها.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز يوم الأربعاء إن جزءا من أحد هذه المناطق، وهو البلوك رقم تسعة، يوجد في المياه التي تقول إسرائيل إنها تابعة لها.
وأضاف شتاينتز لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت "هناك نزاع.. لا سر في ذلك، وهو مستمر منذ سنوات بشأن ترسيم الحدود بين مياهنا الاقتصادية ومياه لبنان".
وتابع قائلا "نحن مستعدون للمضي قدما من أجل التوصل لحل دبلوماسي لهذه المسألة ونأمل في ذلك".
وذكر أن الوسطاء الأمريكيين اقتربوا في 2013 من التوصل إلى اتفاق يشكل "نوعا ما من التسوية".
وقال "اللبنانيون أيضا لديهم مياهم الاقتصادية الخاصة التي يريدون البحث فيها عن النفط والغاز... لديهم مثل هذا الحق طالما لم يهددوا حدودنا البحرية وبالتأكيد لم يخترقوها".
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)