من يارا بيومي
القاهرة (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الاثنين إن واشنطن تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإسلاميين المتشددين، وذلك في مستهل جولة له بالشرق الأوسط الذي يشهد صراعات محلية وأخرى بالوكالة تزداد تعقيدا.
وشدد تيلرسون أيضا على الحاجة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في كل الدول، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في مارس آذار. لكنه امتنع عن إصدار تعليقات مباشرة بشأن ما يقول منتقدون إنها حملة على معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطا على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري في الصراعات الإقليمية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه قبل أكثر من عام.
وكثفت واشنطن دعمها لقوات يقودها الأكراد في سوريا قبل أن تبدأ تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي، عملية عسكرية ضد هذه القوات الشهر الماضي. وانحازت بشدة لإسرائيل باعترافها بالقدس عاصمة لها وهو ما أغضب الفلسطينيين وأثار انتقاد القادة العرب.
كما وثقت الولايات المتحدة العلاقات مع السعودية ودول الخليج العربية الأخرى بينما تتخذ نهجا أكثر صرامة مع إيران منذ تولى ترامب منصبه.
ووجه تيلرسون ونظيره المصري سامح شكري يوم الاثنين رسالة مفادها أن العلاقات لا تزال قوية بين الولايات المتحدة وأحد الحلفاء العرب الرئيسيين.
وقال تيلرسون "اتفقنا على مواصلة تعاوننا الوثيق في إجراءات مكافحة الإرهاب".
وأضاف "مصر تتعامل مع تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية وتتصدى له بالتأكيد حاليا في سيناء".
وتابع قوله "يجب أن يثق الشعب المصري في أن التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم مصر في حربها على الإرهاب وتحقيق الأمن للشعب المصري راسخ وسيستمر".
وبدأت مصر الأسبوع الماضي عملية عسكرية كبيرة تتركز على هزيمة متشددين موالين للدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء.
ووصل تيلرسون إلى مصر، إحدى أكبر الدول التي تتلقى مساعدات من واشنطن، في مستهل جولة إقليمية وسط توتر شديد بين إسرائيل وسوريا بعد إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز إف-16 وتحطمها في شمال إسرائيل.
وقال شكري إن المباحثات ركزت على تعزيز العلاقات بين البلدين، مضيفا أنهما اتفقا على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري الخارجية في النصف الثاني من هذا العام.
وقال "(هذه) علاقة لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
والتقى تيلرسون أيضا بالرئيس السيسي قبل مغادرة مصر. ويحضر الوزير الأمريكي بعد ذلك مؤتمرا دوليا في الكويت حول إعادة إعمار (DU:EMAR) العراق.
* عملية عسكرية
يخوض السيسي الانتخابات المقررة من 26 إلى 28 مارس آذار أمام مرشح وحيد بعد انسحاب منافسين أكثر قوة تحدث بعضهم عن ترهيب مؤيديهم وأساليب أخرى لتمكين الرئيس الحالي من تحقيق فوز سهل.
ومنح السيسي، وهو وزير دفاع سابق، القوات المسلحة مهلة مدتها ثلاثة أشهر لتطهير سيناء من المتشددين بعد مقتل أكثر من 300 شخص في هجوم شنه مسلحون على مسجد في سيناء في نوفمبر تشرين الثاني. وأعلن الجيش أن ما لا يقل عن 28 متشددا مشتبها بهم قتلوا في اشتباكات منذ بدء العملية العسكرية يوم الجمعة.
وتتلقى مصر مساعدات أمريكية قدرها 1.3 مليار دولار سنويا.
وفي العام الماضي جمدت واشنطن بعض المساعدات المالية لمصر بسبب عدم إحراز تقدم على صعيد احترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
وبسؤاله عن المخاوف التي عبر عنها رموز المعارضة في مصر بشأن الانتخابات، قال تيلرسون إن واشنطن تدعم إجراء انتخابات ذات مصداقية وشفافة في مصر وليبيا وأي بلد آخر.
وقال "لطالما دعمنا إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ليس في مصر فقط وإنما في أي بلد".
وتقول مصر إنها ملتزمة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لكن معارضي السيسي ينتقدون ما يصفونها بحملة تقودها الحكومة على الراغبين في منافسته.
وفي وقت لاحق قال مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية إن هناك بعض القضايا "المعلقة" في العلاقات المصرية الأمريكية ومنها قانون ينظم عمل المنظمات غير الحكومية ومخاوف بشأن المجتمع المدني و "العملية الديمقراطية". كما أثيرت قضية المواطنين الأمريكيين المحتجزين في مصر.
ووصف المسؤول الاجتماعات مع المسؤولين المصريين بأنها "مشاركة إيجابية وموضوعية من الجانبين".
وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة حريصة أيضا على الاستمرار في دعم تعافي الاقتصاد المصري، وذلك بعد تطبيق البلاد إصلاحات اقتصادية قاسية مرتبطة بقرض من صندوق النقد الدولي قدره 12 مليار دولار.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال شكري إن مصر شددت على أهمية التوصل إلى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال "تناقشنا في كيفية التوصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مبدأ إقامة دولتين، وأهمية استمرار الجهود الأمريكية للتوصل إلى هذه التسوية النهائية".
وقال تيلرسون إن واشنطن ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفا أن قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يتضمن ترسيما نهائيا لحدود المدينة وأن واشنطن تعتقد أن لها "دورا هاما ينبغي أن تلعبه للتوصل إلى حل" للصراع.
كان قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أطلق شرارة اشتباكات في الضفة الغربية وعارضته الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومثل عدولا عن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في هذا الصدد منذ عقود.
(شارك في التغطية الصحفية مصطفى هاشم - إعداد علي خفاجي)