بوريرام (تايلاند) (رويترز) - تتصاعد الهتافات في حين يتبادل صبيان اللكمات في حلبة ملاكمة في إقليم بوريرام في شمال شرق تايلاند.
وأعلن اسم الفائز الذي سيطر على خمس جولات وهو نانتاوات برومسود (11 عاما) المعروف باسم شهرة في أوساط الملاكمة "ساكساندي الكبير جدا".
وكسب ثلاثة آلاف بات (94.3 دولار) لفوزه في المسابقة ويحصل على 1500 بات (47.17 دولار) عن كل مباراة يشارك فيها.
وهو واحد من عشرة لاعبين تبلغ أعمارهم 15 عاما أو أقل في منطقة ساتوك حيث يوجد في كل قرية تقريبا معسكر للملاكمة.
ويقال إن الملاكمة التايلاندية (مواي تاي) يعود تاريخها إلى ألفي عام. وتعرف باسم "فن الأطراف الثمانية" فهي تعتمد بشكل كبير على استخدام المرفقين واليدين والركبتين والقدمين.
ويتزايد انتشار الملاكمة التايلاندية في الخارج أيضا لكنها في تايلاند تعتبر وسيلة للخروج من الفقر فالذين يتقدمون في اللعبة يحصلون على أموال كثيرة.
لكن مع تزايد إقبال الأطفال التايلانديين على اللعبة يحذر الأطباء والهيئات المدافعة عن حقوق الطفل من أن هذه الرياضة تسبب مشكلات صحية مزمنة مثل الاضطراب العصبي.
وقالت جيرابورن لواثاماتاس طبيبة الأمراض العصبية ومديرة مركز التصوير التشخيصي المتطور في تايلاند إن دراسة استغرقت خمس سنوات أجرتها أظهرت أنماطا من تلف في المخ وفقدان الذاكرة بين صغار لاعبي الملاكمة بالمقارنة بنظرائهم غير الممارسين لهذه الرياضة.
وقالت "لا توجد ملاكمة آمنة لأنك ترى أن حتى اللاعبين البالغين عندما يكبرون يصابون بمرض الشلل الرعاش بسبب الاضطرابات في المخ التي يعانون منها".
وقالت هيئة الرياضة في تايلاند العام الماضي إن أكثر من عشرة آلاف لاعب ملاكمة في تايلاند تقل أعمارهم عن 15 عاما. لكن الخبراء يقولون إن هذا العدد قد يكون أكثر عشرين مرة لأن أغلب اللاعبين غير مسجلين.
لكن ما زال بعض أولياء الأمور والمدربين يقولون إن هذه الرياضة تعلم الأطفال الانضباط كما أنها مصدر مهم للدخل.
ويقول أونج أرج برومسود والد نانتاوات ومدربه "المال الذي يكسبه نانتاوات من الملاكمة ندخره له" وأضاف "عندما يضيق بنا الحال نعطيه مصروفه منه في أيام الدراسة".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)