من ماهر شميطلي وأحمد حجاجي
الكويت (رويترز) - قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الأربعاء إن بلاده ستقرض العراق مليار دولار وتلتزم باستثمار مليار دولار إضافية هناك لتنضم بذلك إلى مجموعة من الدول الداعمة التي تعهدت خلال الأسبوع الجاري بتقديم التمويل لتعزيز تعافي البلاد.
والتقى المانحون والمستثمرون في الكويت هذا الأسبوع لمناقشة جهود إعادة بناء اقتصاد العراق وبنيته التحتية مع خروجه من صراع مدمر مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على نحو ثلث مساحة البلاد.
وقال الشيخ الصباح خلال مؤتمر دولي لإعادة إعمار (DU:EMAR) العراق "يسرني أن أعلن بأن دولة الكويت وانطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق... ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض... ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق".
وبعدها بدقائق، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن الاتحاد سيستثمر 400 مليون يورو بالإضافة إلى مساهمات فردية من الدول الأعضاء.
وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنها تمد خط ائتمان بثلاثة مليارات دولار لكنها لن تقدم أي مساعدات حكومية مباشرة. وتعهدت منظمات غير حكومية إلى الآن بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 330 مليون دولار.
وهذه المبالغ ضئيلة جدا مقارنة مع التكلفة البالغة 88 مليار دولار التي كان مسؤولون عراقيون قالوا إنها ضرورية لإعادة إعمار البلاد بعد حرب استمرت ثلاثة أعوام ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإن الإسكان على وجه الخصوص له أولوية.
كان العراق، الذي ما زال مدينا للكويت بتعويضات عن حرب الخليج، أعلن الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر كانون الأول بعد أن استعاد جميع الأراضي التي استولى عليها مسلحو التنظيم في عامي 2014 و2015. كما مني المسلحون إلى حد كبير بهزيمة في سوريا المجاورة.
ودشنت الأمم المتحدة يوم الأربعاء برنامجا مدته عامان لإعادة إعمار العراق يهدف إلى مساعدة الحكومة على المضي في مراعاة الأبعاد الاجتماعية لإعادة الإعمار بسرعة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن البرنامج "سينعش المناطق التي تواجه خطر العنف ويدعم المشاركة السياسية الواسعة والتنمية الاجتماعية الشاملة".
وأضاف "البرنامج سيساعد من وقع عليهم الضرر الأكبر".
وأبلغ وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رويترز على هامش المؤتمر أن بلاده ملتزمة بدعم إعادة الإعمار في العراق وأنها ستركز على مشروعات البنية التحتية.
وينعقد مؤتمر إعادة الإعمار قبل أسبوعين من احتفال الكويت بذكرى التحرير من الغزو العراقي.
كان العراق غزا الكويت في 1990 في حرب انتهت بهزيمته على يد تحالف قادته الولايات المتحدة وعقوبات استمرت لأكثر من عشر سنوات.
وجرى تعليق سداد التعويضات التي يدفعها العراق في 2014 بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من البلاد لكنه استؤنف بعد ذلك.
ومن المنتظر أن يسلم العراق أكثر من 0.5 بالمئة من إيراداته النفطية خلال 2018 تتصاعد سنويا حتى نهاية 2021 من أجل سداد مبلغ 4.6 مليار دولار المتبقي للكويت.
(تغطية صحفية ماهر شميطلي وأحمد حجاجي - إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)