من يارا بيومي وليزا بارنجتون
بيروت (رويترز) - حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الخميس من أن تنامي ترسانة جماعة حزب الله المدعومة من إيران وتورطها في الصراعات الإقليمية يهدد أمن لبنان.
وأضاف تيلرسون، خلال مؤتمر صحفي عقد في بيروت مع رئيس الوزراء سعد الحريري، أن واشنطن تتواصل مع لبنان وإسرائيل لضمان الهدوء في منطقة الحدود.
وتعتبر إسرائيل حزب الله أكبر تهديد مباشر على حدودها وضربت أهدافا للجماعة في سوريا بشكل متكرر. ويقاتل حزب الله في صف الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي اقتربت من بدء عامها الثامن.
وانتهجت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة متشددة حيال إيران وفرضت عقوبات على عدة أفراد وكيانات مرتبطة بحزب الله في الأسابيع الماضية في إطار مساع لزيادة الضغط على إيران.
ويشارك حزب الله في الحكومة الائتلافية اللبنانية التي يترأسها الحريري في إطار نظام سياسي معقد يدعم تقاسم السلطة بين الطوائف المختلفة في البلاد.
وقال تيلرسون "حزب الله لا يمثل قلقا للولايات المتحدة فحسب. على الشعب اللبناني أن يكون قلقا أيضا بشأن أفعال حزب الله وترسانته المتنامية التي تتسبب في تدقيق غير مرغوب ولا مفيد مع لبنان".
وأضاف خلال زيارته للبنان، الأولى من وزير خارجية أمريكي منذ 2014، "تورط حزب الله في صراعات إقليمية يهدد أمن لبنان".
ورفض حزب الله على الدوام أي مطالبة بالتخلي عن أسلحته ويقول إنها ضرورية للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل. ويقول حزب الله أيضا إن دوره في سوريا مطلوب لدرء خطر التشدد السني عن لبنان وأشار الشهر الماضي إلى أنه يعتقد أن الحرب هناك ستنتهي خلال عام أو عامين.
وبدأت زيارة تيلرسون بموقف محرج إذ انتظر لعدة دقائق في قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون وهو حليف لحزب الله.
ونفى مكتب الرئاسة اللبنانية أي خروج عن البروتوكول الدبلوماسي وقال إن تيلرسون وصل مبكرا ببضعة دقائق. وبثت قنوات تلفزيونية عربية لقطات له منتظرا على مدار اليوم. وقال عون فيما بعد إن تيلرسون استمع لوجهة النظر اللبنانية فيما يخص الحدود مع إسرائيل وتفهمها.
وتصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان في الآونة الأخيرة بسبب خطط إسرائيلية لبناء جدار على الحدود مع لبنان وقرار بيروت البدء في التنقيب عن النفط والغاز في امتيازات تقع في منطقة حدود بحرية متنازع عليها.
وتنامت القوة العسكرية لحزب الله، الذي تعتبره الولايات المتحدة جماعة إرهابية، منذ آخر صراع كبير مع إسرائيل في 2006.
وحث تيلرسون زعماء لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
واتهمت إسرائيل إيران بالسعي إلى إنشاء مصانع أسلحة في لبنان وقال الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي إن البلاد تحولت إلى "مصنع كبير للصواريخ".
ويتلقى لبنان مساعدات عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة. وقال تيلرسون إن واشنطن تظل ملتزمة بدعم الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي في البلاد.
ولدى سؤاله عن النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل بما يشمل تقارير إعلامية لبنانية عن أن واشنطن طلبت من بيروت التخلي عن قسم من المناطق التي تطالب بالسيادة عليها نفى تيلرسون تلك التقارير.
وقال "سنواصل اتصالاتنا المكثفة مع الطرفين. لم نطلب من أي طرف أن يتخلى عن أي شيء ولكننا نبحث عن حل".
وتابع قائلا "نتواصل مع حكومتي لبنان وإسرائيل لضمان بقاء الحدود الجنوبية للبنان هادئة".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)